والظاهر أن المصيبة إذا قارنها الصبر حصل التكفير ورفع الدرجات وإن لم يحصل صبر ولا جزع يذم عليه من قول أو فعل ففضل الله واسع. ولكن منزلته منحطة عن منزلة الصابر. وإن لم يكن صبر ومعه جزع يذم عليه نقص الأجر أو التكفير فقد يستويان وقد يزيد أحدهما على الآخر فبقدر ذلك يقضى لأحدهما على الآخر (?).

هذا ويندب للمريض أن يصبر ويحمد الله ولا يشكو وأن يتضرع إلى ربه (لحديث) أبى أمامه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل ليقول للملائكة: انطلقوا إلى عبدي فصبتوا عليه البلاء صبا فبحمد الله فيرجعون فيقولون: يا ربنا، صببنا عليه البلاء صبا كما أمرتنا فيقول: ارجعوا فإني أحب أن أسمع صونه " أخرجه الطبرانى في الكبير. وفيه عفير بن معدان وهو ضعيف (?) {7}

(2) فضل الله تعالى على المريض: من فضل الله تعالى على عبده المؤمن أنه إذا مرض أو منعه مانع من طاعة كان يؤديها وهو صحيح مقيم أن يعطيه الله تعالى أجر ما كان يعمله من الخير ومنعه منه مرض أو غيره. وقد ورد في هذا أحاديث (منها) حديث أبى بردة عن أبى موسى الأشعرى قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم غيره مرة ولا مرتين يقول " إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله عنه مرض أو سفر كُتِب له كصالح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم " أخرجه آبو داود والبيهقى وكذا البخاري (?) بلفظ: إذا مرض العيد أو سافر كُتِب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا. {8}

(وحديث) عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن العبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015