المبحث الأول أبو الفتوح يوسف بلكين بن زيري بن مناد بن منقوش الصنهاجي

تمهيد

استمال خلفاء الدولة العبيدية القبائل البربرية الصنهاجية واستبدلوها بدلاً من القبائل الكتامية وأسندوا إليها الأمور المهمة في الدولة, وارتفع نجم الصنهاجيين في زمن عائلة بني زيري الصنهاجية التي استطاعت أن تثخن في ثورة أبي يزيد الخارجي, فأهدى العبيديون للصنهاجيين حكم إفريقية والمغرب, ومؤسس الدولة الصنهاجية هو أبو الفتوح يوسف بن زيري بن مناد الصنهاجي (362 - 373هـ) الذي افتتح سنوات حكمه بقمع الثائرين وتمهيد البلاد.

المبحث الأول

أبو الفتوح يوسف بلكين بن زيري بن مناد بن منقوش الصنهاجي

(362 - 373هـ/ 972 - 983م)

أصبح يوسف بلكين بن زيري واليًا أو أميرًا لكل بلاد إفريقية, وهو أول حاكم لبلاد المغرب من أصل بربري بعد الفتح الإسلامي, وكان متفانيًا في خدمة العبيديين وتوسيع أملاكهم, واشتد الصراع العنيف بين قبائل صنهاجة وقبائل زناتة, واستعمل الحاكم الصنهاجي أبو الفتوح القوة والعنف والشدة للقضاء على سيادة قبائل زناتة, واستطاعت الدولة الأموية في الأندلس أن تستفيد من هذا الصراع ووجهت ضربة ماكرة للدولة العبيدية فدعمت قبائل زناتة بكل ما تملك حتى استطاعت أن تقف في وجه الصنهاجيين التابعين للعبيديين, وكانت سياسة الصنهاجيين مبنية على العنف والقوة مع الزناتيين فلم يسعوا لكسب ودهم أو مهادنتهم, واستغلت الدولة الأموية هذا الصراع حتى فصلت المغرب الأقصى عن سيادة بني زيري (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015