إلى حكم دولة- من أسباب عسكرية, وأمور مادية, واختيار كفاءات عالية لها المقدرة على التخطيط والتنفيذ.

8 - إن القيادة الإسماعيلية اختارت مكانًا مليئًا بالظلم وفيه صراع عنيف بين القبائل والدولة العباسية, وأرسلت دعاتها على مراحل حتى جاء دور الماكر الخادع أبي عبد الله الشيعي الذي تدل كتب التاريخ أنه رجل دولة له مقدرات عسكرية وفكرية وظفها في تحقيق أهدافه, وعندما استطاع أن يعرف مواطن القوة في المجتمع المغربي ومواطن الضعف شرع في الأخذ بأسباب القوة وإنهاك دولة الأغالبة وزيادة ضعفها مما ساعده على إسقاطها عام 297هـ.

9 - كان الناس في زمن مجئ أبي عبد الله الشيعي مهيئين للتغيير, ويبحثون عن بديل, ويسعون لإزالة الظلم وتولدت نفرة عظيمة بين الأمراء والشعب في الشمال الإفريقي.

10 - إن عبيد الله المهدي عندما تقلد أمور الحكم عمل على تصفية أتباعه المخلصين الذين أسسوا دولته, وهذا شيء ملاحظ في تاريخ البشرية, وهو ما يسمى بأن الثورة تأكل أبناءها, وأقول: إن هذا الأمر يدخل في سنة الله الجارية: من أعان ظالمًا سلطه الله عليه, وما انتقام الرئيس العراقي من وزيره وعامله وصهره عنا ببعيد, بل جل الثورات تتعرض لهذه التصفيات.

11 - إن عبيد الله استفاد من معتقد المسلمين في المهدي المنتظر وزين الأمر وزخرفه حتى أقنع كثيرًا من الناس بأنه هو المقصود.

12 - إن علماء أهل السنة دائمًا وأبدًا عندما تشتد الظلمة ويغيب الإسلام يقومون بدورهم الريادي في إحياء الأمة, ولو كلفهم ذلك نفوسهم وأموالهم وأهاليهم.

13 - إن تربية الأمة على معتقد أهل السنة والجماعة هو السياج العقدي والفكري والنفسي الذي يحميها من الدعوات الضالة المضلة.

14 - إن أهالي طرابلس قاوموا المد الرافضي والمعتقد الباطني, ودخلوا في قتال عنيف مع بني عبيد وفي نهاية المطاف إنقاد أهل طرابلس بالقوة والسلاح

لدولة العبيديين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015