صفحات من التاريخ الاسلامي (6)

إن هذا الجهد المتواضع يسلط الأضواء على المجهود العظيم الذي قام به العثمانيون نصرة لدين الله، وحباً في الشهادة في سبيله، ويهتم بإبراز عوامل النهوض التي ساهمت في بناء الدولة العثمانية وحضارتها الاسلامية، سواء كانت تلك العوامل متمثلة في صفات القادة، أو الأمة، أو المنهج الذي سارت عليه الدولة، ويدافع عن التاريخ العثماني الاسلامي الذي تعرض للتزوير، والتشكيك والبهتان من قبل اليهود والنصارى والعلمانيين، ويركز على اسباب السقوط التي تعرضت لها الدولة في تاريخها الطويل من المنظور القرآني، ليبين للقارئ الكريم أن أسباب السقوط عديدة منها؛ انحراف الأمة عن مفاهيم دينها؛ كعقيدة الولاء والبراء، ومفهوم العبادة، وانتشار مظاهر الشرك والبدع، والخرافات في عموم الأمة ويتحدث عن غياب القيادة الربانية كسبب في ضياع الأمة وخصوصاً عندما يصبح علمائها ألعوبة بيد الحكام الجائرين، ويتسابقون على الوظائف والمراتب وغاب دورهم المطلوب منهم، وكيف أصيبت العلوم الاسلامية في نهاية الدولة العثمانية بالجمود والتحجر؟ وكيف تباعد العلماء وأبناء الأمة عن روح الاسلام الحقيقية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -؟

ويصل الى حقيقة مهمة وسنة من سنن الله في المجتمعات الاسلامية؛ وهي أن جهود النصارى واليهود، والعلمانيين ماكانت لتؤثر في الدولة العثمانية إلا بعد أن أنحرفت عن شرع الله وفقدت شروط التمكين؛ وأهملت أسبابه المادية والمعنوية.

إن هذه الجولة التاريخية العثمانية تعييننا على التفكير والتأمل في أحوال الأمم والشعوب والدول قال تعالى: {لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الألباب ماكان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} (سورة يوسف: آية 111).

الفقير الى عفو ربه ومغفرته ورحمته

المؤلف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015