الإسلام، وتقدَّم حكم عيادتهم أولَ كتاب الجنائز.

- مسألة: (وَيَجُوزُ البُكَاءُ عَلَيْهِ) أي: على الميت؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتَى سعد بن عبادة يوم مات، فبكى، وقال: «إِنَّ الله لَا يُعَذِّبُ بِدَمْعِ العَيْنِ، وَلَا بِحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ - أَوْ يَرْحَمُ» [البخاري: 1304، ومسلم: 924].

واختار شيخ الإسلام: استحباب البكاء على الميت رحمة له؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وحاله أكمل الأحوال، حيث جمع بين الرضا بالقدر، والرحمة بالميت.

قال رحمه الله: (البكاء على الميت على وجه الرحمة حسن مستحب، وذلك لا ينافي الرضا، بخلاف البكاء عليه لفوات حظه منه).

ويمكن أن يقال: البكاء على الميت ينقسم إلى قسمين:

الأول: بكاء محمود: وهو البكاء الطبيعي الذي تمليه الطبيعة، وهو على الخلاف السابق.

الثاني: بكاء مذموم: وهو البكاء المتكلَّف الذي يتضمن محظورًا شرعيًّا من التسخط أو النياحة ونحو ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015