قَالَ لَنَا: التَّأْنِيفُ: طَلَبُ أَنْفِ الْكَلَأِ، وَيُقَالُ مِنْهُ: إِبِلٌ مُؤَنَّفَةٌ، وَأَنْشَدَ لِابْنِ هَرِمَةَ: لَسْتُ بِذِي ثَلَّةٍ مُؤَنَّفَةٍ ... يَأْقِطُ أَلْبَانَهَا وَيَسْلَؤُهَا
قَالَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلَامِ: لَمَّا قَدِمَ الْخُطَيْئَةُ عَلَى بَنِي كُلَيْبٍ رَهْطِ جَرِيرٍ، قَالُوا لَهُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ، تَمَنَّةً؟ قَالَ: قَصْعَةً مِنْ ثَرِيدٍ، قَالُوا: لَكَ أَلْفُ قَصْعَةٍ، فَجَعَلَ يَمْدَحُهُمْ، فَقَالَ: لَعَمْرُكَ مَا قُرَادُ بَنِي كُلَيْبٍ ... إِذَا نُزِعَ الْقُرَادُ بِمُسْتَطَاعِ
حَرَامٌ سِرُّ جَارَتِهِمْ عَلَيْهِمْ ... وَيَأْكُلُ جَارُهُمْ أُنُفَ الْقِصَاعِ
وَزَادَنَا فِيهَا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ الْعَابِدِيُّ: هُمُ صَنَعُوا لِجَارِهِمُ وَلَيَسَتْ ... يَدُ الْخَرْقَاءِ مِثْلَ يَدِ الصَّنَاعِ
وَجَارُهُمْ إِذَا مَا حَلَّ فِيهِمْ ... عَلَى أَكْنَافِ رَابِيَةٍ يَفَاعِ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ: أُنُفُ الْقِصَاعِ: أَوَائِلُهَا وَكَثْرَتُهَا، قَالَ: وَمَا يُعْرَفُ أَحَدٌ مَدَحَ قَوْمَ جَرِيرٍ غَيْرَ هَذَا، مَدَحَهُمْ لِلَّذِي أَطْعَمُوهُ.
قَالَ غَيْرُهُ: يُرِيدُ، أَنَّهُمْ لَا يُسْتَذَلُّونَ، كَمَا يُسْتَذَلُّ الْبَعِيرُ، إِذَا نُزِعَتْ قِرْدَاتُهُ.
وَالرِّبَّةُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي الصَّيْفِ، وَالْجَمِيعُ الرِّبَبُ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَمْسَى بِوَهْبِينْ مُجْتَازًا لِمَرْتَعِهِ ... مِنْ ذِي الْفَوَارِسِ تَدْعُو أَنْفَهُ الرِّببُ
وَالْمُتَأَنِّفُ مِنَ الْإِبِلِ: الَّذِي يَرْعَى فِي أُنُفِ الْكَلَأِ، وَقَالَ الطِّرْمَاحُ: يَرِعْنَ لِمِسْرَابِ الضُّحَى مُتَأَنَّفٍ ... ضَوَاحِي رُبًا تَحْنُو لَهُنَّ ضُلُوعُ