قَالَ: الْخَرْقَاءُ: الَّتِي لَا تُحْسِنُ الْعَمَلَ، مُسِيفَةٌ: مُسِيئَةٌ لِلْعَمَلِ، وَالْمُسْتَخْلِفُ: الْمُسْتَقِي، غَيْرُ آيِنِ: غَيْرُ رَافِقِ.
وَقَوْلُهُ: لَا شَوًى لَهُ، أَيْ لَا يُخْطِئُ، قَالَ الْهُذَلِيُّ:
لَا يُسْلِمُونَ قَرِيحًا حَلَّ وَسْطَهُمُ ... يَوْمَ اللِّقَاءِ وَلَا يُشْوُونَ مَنْ قَرَحُوا
أَيْ لَا يُخْطِئُونَ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الشَّوَى، وَهُوَ مِنَ الرَّجُلِ أَطْرَافِهِ، وَمَا لَيْسَ بِمَقْتَلٍ، وَكَذَلِكَ الشَّوَى مِنَ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ مِثْلُ الْحَاشِيَةِ وَالْقَوَاصِي: وَاحِدُهَا شَوَى مِثَلُ الْجَمْعِ، قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ:
إِنَّكَ مَا سَلَّيْتَ نَفْسًا شَحِيحَةً ... عِنِ الْمَالِ فِي الدُّنْيَا بِمِثْلِ الْمَجَاوِعِ
أَكَلْنَا الشَّوَى حَتَّى إِذَا لَمْ نَدَعْ شَوًى ... أَشَرْنا إِلَى خَيْرَاتِهَا بِالْأَصَابِعِ
وَاحِدُ الْمَجَاوِعِ: مَجَاعَةٌ وَمَجْوَعَةٌ، تَكَلَّمُوا بِهَا عَلَى الْأَصْلِ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: أَيْنَ صَقَعَ فَإِنَّ أَبَا زَيْدٍ، قَالَ: يُقَالُ: مَا يُدْرَى أَيْنَ صَقَعَ فُلَانٌ أَيْ: مَا يَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهَ، وَأَنْشَدَ:
فَلِلَّهِ صُعْلُوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّهُ ... عَلَيْهِ وَفِي الْأَرْضِ الْعَرِيضَةِ مَصْقَعُ
يَقُولُ: مُتَوَجَّهٌ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ، قَالَ: يُقَالُ: مَا يُدْرَى أَيْنَ صَقَعَ وَبَقَعَ، وَالصَّقِعُ: الْغَائِبُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ.
تَمَّ حَدِيثُ الْحَكَمِ وَيَتْلُوهُ حَدِيثُ: