الِاحْتِلَاطُ: الِاجْتِهَادُ، تَقُولُ: أَحْلَطَ الرَّجُلُ فِي الْيَمِينِ إِذَا اجْتَهَدَ، قَالَ الشَّاعِرُ:
وَكُنَّا وَهُمْ كَابْنَيْ سُبَاتٍ تَفَرَّقَا ... سَوَاءً وَكَانَا مُنْجِدًا وَتَهَامِيَا
فَأَلْقَى التِّهَامِيُّ مِنْهُمَا بِلَطَاتِهِ ... وَأَحْلَطَ هَذَا لَا أَرِيمُ مَكَانِيَا
قَوْلُهُ: كَابْنَيْ سُبَاتٍ، رَجُلَانِ نَامَا بِمَنْزِلٍ، ثُمَّ غَدَوَا لِطِيَّتِهِمَا، فَأَلْقَى التِّهَامِيُّ بِلَطَاتِهِ، لَمْ يَبْرَحْ، وَأَحْلَطَ هَذَا اجْتَهَدَ فِي الْيَمِينِ لَا يَبْرَحُ.
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: ابْنَا سُبَاتٍ: هُمَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
وَقَوْلُهُ: بِلَطَاتَهُ، أَيْ: بِأَرْضِهِ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ، اللَّطَاةُ فِي مُقَدَّمِهِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَلْقَى بِنَفْسِهِ لِلنَّوْمِ، وَفِي مَثَلٍ مِنَ الْأَمْثَالِ: مَا يَعْرِفُ مِنْ ثَطَاتِهِ قَطَاتَهُ مِنْ لَطَاتَهُ، أَيْ: مُقَدَّمَهُ مِنْ مُؤَخِّرِهِ، وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ بِمَلَاحِسِ الْبَقَرِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ