قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «لا تحفظ له كذبة واحدة، ولا ظلم لأحد، ولا غدر بأحد، بل كان أصدق الناس وأعدلهم، وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال عليه من أمن وخوف وغنى وفقر، وقلة وكثرة» (?).

وكان صلى اللهُ عليه وسلم أفصح الناس وأبلغهم بيانًا، صلى ذات يوم صلاة الفجر، فصعد المنبر فخطب الناس حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر حتى حضرت العصر، فنزل فصلى ثم صعد المنبر حتى غربت الشمس فأخبرهم بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة (?).

كان صلى اللهُ عليه وسلم أبهى الناس وأحسنهم منظرًا، إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، قَالَ البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رضي اللهُ عنهما: لَم أَرَ شَيئًا قَطُّ أَحسَنَ مِنهُ (?)، وكان طيب الجسد، زكي الرائحة، قَالَ أَنَسٌ رضي اللهُ عنه: «مَا شَمِمْتُ عَنْبَرًا قَطُّ، وَلَا مِسْكًا، وَلَا شَيْئًا أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، وَلَا مَسِسْتُ شَيْئًا قَطُّ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم» (?).

ويجب على المؤمن أن يعرف للنبي صلى اللهُ عليه وسلم منزلته وقدره، فلا يرفعه فوق منزلته، ولا ينقص من منزلته، وعليه اتباعه، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، قَالَ تَعَالَى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015