أن تعدّ من الألغاز، لمّا أنّ همم أبناء الزمان آلت إلى الدّعة والرفاهية، ومالت عن المعالي الباقية، إلى الأعراض الفانية، فلا ترى منهم من أحاط ببعض كتب هذا المقصد الأسنى إلا الشاذّ النادر، الذي خلّصه الله تعالى من الحظوظ والعنا؛ لاشتمالها على بعض البسط وزيادة التأصيل والتفريع، ككتاب الحافظ (?) المسمى ب «القول البديع» ، هذا مع أنه أحسنها جمعا، وأحكمها وضعا، وأحقّها بالتقديم، وأولاها بالإحاطة، بما فيه من التحقيق والتقسيم.

فمن ثمّ أدرجات مقاصده في كتابي هذا، مع زيادات عليه، إليها يفتقر العاملون، وعليها يعوّل المحققون، وتحقيق لما أهمله، وتقييد لما أرسله، وإيضاح لما أغفله، بتحرير بديع، وأسلوب منيع (?) ، سائلا من ذي الجلال والإكرام بجاه من جعلت هذا خدمة لجنابه الرفيع: أن يتقبله مني بفضله، ويجعله متكفّلا لي بجميع ما أؤمّله من جوده الوسيع؛ إنه بكل خير كفيل، وهو حسبي ونعم الوكيل.

وسميته:

«الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود» وقد رتّبته على مقدّمة، وفصول، وخاتمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015