كتاب أم القواعد، وما انطوت عليه من العقائد

أم القواعد، وماانطوت عليه من العقائد

ذكر الناظم في هذه الترجمة القاعدة الأولى من قواعدالإسلام الخمس وهي الشهادتان ومااشتملت عليه من العقائد فبدأ بذكرالعقائد وبراهينها ثم ذكرأن جميعها مندرج في كلمة التوحيد ولماكانت بقية القواعدالأربعة المذكورة بعدهامبنية عليها ولايصح شيء منها إلا بعدوجودها كمايصرح به في قوله بعد وهي الشهادتان شرط الباقيات سماها أم القواعد أي شرطاً شرعياً لصحة بقية القواعد كماأن وجود الأم شرط عادي في وجودالولد والكتاب مصدركتب يكتب كتابة وكتاباً ومادة كتب تدل على الجمع والضم ومنه الكتيبة استعملوا ذلك فيما يجمع أشياء ومسائل والضم فيه بالنسبة إلى المكتوب من الحروف حقيقة بالنسبة إلى المعاني المرادمنها مجاز وكتاب خبرمبتدأ محذوف أي هذا كتاب والمشار إليه بالمبتدء المحذوف هو الكلام المذكور في الترجمة من أولها إلى آخرها أي هذاالكلام بجمع القاعدة الأولى وماانطوت عليه أي اشتملت عليه من عقائد الإيمان فقوله وماانطوت عطف على أم وسيأتي إن شاء الله بيان اشتمال الشهادتين على جميع العقائد حيث تعرض له الناظم بقوله

وقوله لاإله إلا الله

محمدأرسله الإله

يجمع كل هذه المعاني

يُجِبُ لله الْوُجُودُ وَالْقِدَمْ

كَذَا الْبَقَاء وَالْغِنَى الْمُطْلَقُ عَمْ

وَخُلُفُهُ لِخَلْقِهِ بِلاَ مِثَالْ

وَوَحْدَةُ الذَّاتِ وَوَصْفٍ وَالْفِعَالْ

وَقُدْرَةٌ إِرَادَةٌ عِلْمٌ حَيَاةْ

سَمْعٌ كَلاَمٌ بَصَرٌ ذِي وَاجبِاتْ

وَيَسْتَحِيلُ ضِدُّ هَذِهِ الصِّفاتْ

بَعَدمُ الْحُدُوثُ ذَا لِلْحادِثَاتِ

كذَاَ الْفَنَا وَالاِفْتِقَاُر عُدَّهْ

وَأنْ يُمَاثِلُ وَنَفْىُ الْوحْدَهْ

عَجْزٌ كَرَاهَةٌ وَجَهْلٌ وممَات

وَصَمَمٌ وَبَكَمٌ عَمَي صُمات

يَجُوزُ فِي حَقِّهِ فِعْلُ الْمُمْكِناتِ

بأَسْرِهَا وَتَرْكهَا فِي الْعَدَمَاتِ

لما ذكرالناظم في مقدمة كتاب الاعتقاد أن معرفة الله تعالى بالصفات التي قام الدليل عليها واجبة شرع هنا في ذكرتلك الصفات وقسمها كغيره إلى ثلاث أقسام قسم واجب في حقه تعالى بمعنى أن وصفه تعالى به واجب عقلاً لايتصور في العقل عدمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015