والملاحظ أن الروايتين مصدرهما واحد، وهو رواة أهل الكتاب، والقرآن الكريم لم يبين عددًا لهؤلاء القتلى حتى ولو بالإشارة، إنما ذكر أنه أمر أو علم من القرآن أن فرعون كان جبارًا، وكان طاغيةً، فالقرآن حتى ولو بالإشارة لم يشر إلى كثرة عدد القتلى حتى نفهم منه هذا التحديد، إنما قال ربنا: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} (القصص: 4).

والأشياء التي لم يبينها القرآن وأجملها، ولم يفصل دقائقها، يجب أن نقف عندها تمامًا.

هذا ما وجهنا إليه علماؤنا أن ما يذكره القرآن مجملًا، نقف عند إجماله، ولا نتعمق أو نتكلف التفصيل، فربما لا نسلم من الزلل.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015