الخيل (صفحة 40)

ولوحُ ذراعين في بركةٍ ... إلى جُؤجؤٍ رَهلٍ المنكب

أمرَّ ونحى من صلبه ... كتنحية القتب المُجلَب

على أن حاركه مشرِف ... وظهر القطاة ولم يَحدبِ

كأن مقطَّ شراسيفه ... على طرف القُنب فالمنقبِ

لُطمنَ بترس شديد الصفا ... قِ من خشب الجوز لم يُثقب

ويصهل في مثل جوف الطوى ... صهيلاً يبينُ للمعرِبِ

وقال النابغة أيضا

وغارة تركض الفيافيَ قد ... جاريت فيها بصلدِمٍ صَمَمِ

في مرفقيه تقاربٌ وله ... بَلدة نحرٍ كجبأه الخَزَم

خيطَ على زفرة فتمَّ ولم ... يرجعْ إلى دقَّةٍ ولا هَضَم

فعمٌ أسيل عريض أوظفة الرج ... لين خاظى البضيع ملتئم

وهو طويلُ الجران مد بِلحييه ولم يأزِ ما على كَرَم

وقال ابن حمر الباهلي

ولقد عذوت وأيَّ أفنن دهره ... يرجو الفتى في العيش ما لم يفتدِ

بمقلص درك الطريدة متنُه ... كصفا الخليقة بالفضاء المُلبد

يخدى بأوظفة شَديدٍ أسرُها ... شُمّ السنابك لا تقي بالجدجَد

ذي منكب رَهِلٍ وقُصرى جأبة ... وصليفِ أرعَن يافِع المتلدد

لحِقت قصيراه وسُونِد صَدرُه ... وإذا تدافعَ خِلتَه لم يُسند

حُديت بحاركه قطاة فعمةٌ ... في صندل لهزٍ وهادٍ مُوفِد

وقال الطماح العقيلي

يتبعْنَ مشترفاً تَحثى دَوابرُه ... حَثْيَ الأكفأ بتُرْبِ الهائرِ الحَصِبِ

لا يَكتمُ الرَبْوَ إلا ريثَ يُخْرِجُه ... في منخر كوِجار الثعلبِ الخَرِب

كأن حد حماتيه إذا انكشفت ... خصائلُ البدنِ من قودٍ ومن جَنَبِ

كُدريَّتان بافحيحَين بينهما ... لحمٌ رُدافي كلحم الآدمِ الشَبَبِ

يخطو على محِصاتٍ غيرِ فائرة ... شم السنابِكِ لم تُقْلَبْ ولم تَرَب

وقال تميم بن مقبل العجلاني

وغيثٍ تبطنت النَّدى في تلاعِه ... بمضطلع التعداء نهد مراكلُه

شديدِ مناط القصريينِ مُصامصٍ ... صنيع رِباط لم تُغمز أباجله

إذا مأقياه أصفق الطَّرف صفقةً ... كصفق الصناع بالطباب تقابِله

حسبت اصطفاقي مأقييه بطرفِه ... سقوطَ جَمان أخطأ السلط فاصِلُه

ترى النعراتِ الخُضرَ تحتَ لبانه ... فُرادى ومَثْنَى أصعَقَتْها صَواهِلُه

فريساً ومَغْشياً عليه كأنها ... خيوطُ جَوارٍ قد لواهُنَّ فاتله

غدوتُ به فَردا يُنفِّضُ رأسَه ... يقاتلُني طوراً وطوراً أُقاتِلُه

وقال أيضاً

وهيكَل كشِجار القرّ مطَّرد ... في مرفقَيه وفي الأنساءِ تحريم

كأن ما بين إبطيه ومنقبه ... من بطنه ومناطَ القُنبِ ملطومُ

بتُرسِ أعجم لم تُنقب مناخره ... مما تخيَّرُ في أسواقها الروم

وقال أيضا

بنهد المراكل ذي ميعَة ... إذا الماء من جانبيه سَخُن

غدا ينفُض الطلَّ عن متنه ... نسيلٍ شراسيفه كالقَطَن

كأن نقاعةَ خطميَّةٍ ... على حد مرسِنه إذ رُسِن

ذَعرتُ به العينَ مستوزيا ... شكير جِحا فله قد كَتِن

وقال جرير

أن الجيادَ يبتنَ حَول قبابِنا ... من آلِ اعوجَ أو لذي العُقَّال

من كل مشترِفٍ وان بَعُد المدى ... ضرم الرَّقاق مُناقلِ الأجرال

متقاذفٍ تلع كأنَّ عنانه ... علقٌ بأجرد من جذوع اوُّالِ

يخرُجن من رهجِ الغُبار عَوابِسا ... بالدارِعِينَ كأنَّهنَّ سَعالِي

وقال الشمردل التغلبي

فوقَ جُردٍ ضوامرٍ سابحاتٍ ... مُقرباتٍ كأنَّهنَّ الجِلامُ

مُسرِعاتٍ نحوَ الصريخ تعادى ... كلُّ طرف في حَالبِيه انضمامُ

رَهلٍ صدرُه كأنَّ قراه ... مَسَدٌ شَدَّ متنه الإبرامُ

لاحق القُرب والاياطلِ نَهدٍ ... مُشرف الخَلق في مطاه تَمَامُ

وقال العجاج

طِرنا إلى كل طُوالٍ أهوجا ... ساطٍ يمدُّ الرَسَنَ المحملجَا

تراه من غبّ الصِقال مُدمَجا ... بحرَ الأجاري مسحا ممَعجا

بعيد نضح الماء مذأً مهرجا ... وطرفة شُدتْ دخالاً مُدرَجا

قوداءَ سمحاج تباري سمحجا

وقال أيضا

من كلِّ شقاء ومنشق النسا ... ساط إذا ابتلَّ رقيقاه نَدا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015