مِنْ فَوَائِدِ أَبِي بَكْرِ بْنِ دُرَيْدٍ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ , فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: دَخَلَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ، وَقَدْ خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ يَتَلَظَّى عَلَى أَحَدِهَا وَيَقُولُ: وَاللَّهِ لِئَنْ ظَفَرْتَ لأَفْعَلَنَّ وَلأَفْعَلَنَّ، فَقَالَ سَلْمٌ:. . . . . . إِنَّ الْعَفْوَ يَرْزُقُ النَّصْرَ، فَلانَ عِنْدَهَا وَسَكَنَ

حَدَّثَنَا ابْنُ دُرَيْدٍ، نا أَبُو حَاتِمٍ، عَنِ الْعُتْبِيُّ، قَالَ: أَخَذَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ رَجُلا، وَابْنَ أَخٍ لَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لا عَلِمَ لِي بِابْنِ أَبِي، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ:

جَانِيكَ مَنْ يَجْنِي عَلَيْكَ وَقَدْ ... تُعْدِي الصِّحَاحَ مَبَارِكُ الْجَرِبِ

فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ غَيْرَ هَذَا، يَقُولُ: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: 15] فَرَفَعَ مَرْوَانُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ صَدَقَ اللَّهُ، وَكَذَبَ مَرْوَانُ، خَلُّوا سَبِيلَهُ

حَدَّثَنَا ابْنُ دُرَيْدٍ، نا أَبُو حَاتِمٍ، نا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ يُونُسَ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُحِبُّ أنَّ يَنْظُرَ إِلَى أَكْلِ الرِّجَلِ الأَحْوَلِ، فَوَرَدَ عَلَيْهِمْ أَعْرَابِيٌّ اسْمُهُ سَالِمٌ، ثُمَّ رَحَلَ عَنْهُمْ، وَقَدِمَ أَخَرُ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ عَفَّاسٍ فَجَلَسَ يَوْمًا عَلَى الْمَائِدَةِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَبَنُوهُ الْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَهِشَامٌ، فَنَظَرَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الأَعْرَابِيِّ يَأْكُلُ، فَقَالَ: فِي ابْنِ عَفَّاسٍ عِوَضٌ مِنْ سَالِمٍ.

فَقَالَ الْوَلِيدُ: يَلْقَمُ لَقْمًا فَوْقَ لَقْمِ اللاقِمِ.

فَقَالَ سُلَيْمَانُ: وَيَشْرَبُ الْعُسَّ بِجَرْعٍ دَائِمٍ.

فَقَالَ هِشَامٌ: فِي نَفَسٍ مِثْلَ نَعِيرِ الْهَائِمِ.

فَقَالَ الأَعْرَابِيُّ: مَا مَثَلُ هَذَا قُلْنَا عَنْ حَاتِمٍ يَفْقِدُ اللَّقْمَ عَلَى الْمَنَائِمِ، فَاسْتَحْيَى عَبْدُ الْمَلِكِ وَقَالَ إِلَيْهِ: اتْرُكُوهُ وَأَخْرِجُوهُ فَإِنِّي لا أَقْعُدُ مَعَهُ بَعْدَ هَذَا مُدْرَجٌ عَلَى شُيُوخِ الْقَاضِي

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، نا أَبُو مُحَمَّدٍ ابْنُ رَشِيقٍ الْمُعَدَّلُ بِمِصْرَ، نا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَخْتَوَيْهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ خَشْرَمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَسَنَوَيْهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِذَا هُوَ قَدْ شَرِبَ دَوَاءً ثَبَّتَ نَفْسَهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْبَيْتِ مِنْ بَصَلٍ؟ فَأُتِيتُ بِبَصَلَةٍ وَدَقَقْتُهَا وَنَاوَلْتُهَا سُفْيَانَ، فَقُلْتُ: شِمَّهَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَشَمَّهَا فَعَطَسَ وَطَابَتْ نَفْسُهُ، فَقَالَ: يَابْنَ الْمُبَارَكِ طَبِيبٌ وَفَقِيهٌ، فَقُلْتُ: هَذَا مُجَرَّبٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ عَجِيبَ نَفْسِهِ، فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، قَالَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقُلْتُ: مَنِ النَّاسُ؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ، قُلْتُ: فَمَنِ الْمُلُوكُ؟ قَالَ: الزُّهَّادُ، قُلْتُ: فَمَنِ الْفَسَقَةُ؟ قَالَ: الظَّلَمَةُ، قُلْتُ: فَمَنِ السُّفَهَاءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْحَدِيثَ يَتَآكَلُونَ بِهِ النَّاسَ، قُلْتُ: فَمَنْ شَرٌّ مِنْهُمْ؟ قَالَ: هَؤُلاءِ الْقُصَّاصُ الَّذِينَ لا يَكْذِبُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

حَدَّثَنَا ابْنُ رَشِيقٍ , بِمِصْرَ، نا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، نا سَعِيدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ، نا أَبُو السَّرِيِّ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قُلْتُ لِبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: يَا أَبَا نَصْرٍ رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْكَلامِ، قَالَ: وَمَا هُوَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَالَ: قُلْتُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ يَقُولُ: قَالَ بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ النَّحْوِيُّ، وَكَانَ رَجُلا.

عَاقِلا: ثَلاثُ خِصَالٍ أُحِبُّهَا لِي وَلإِخْوَانِي , أَمَّا الأُولَى فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَتْقَى عِبَادِهِ، وَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ مِنْ أَوْسَطِهِمْ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ: فَأُحِبُّ أَنْ أَكُونَ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي مِنْ شَرِّ عِبَادِهِ.

قَالَ: فَقَالَ بِشْرٌ: لَئِنْ يَكُونُ فِيمَا بَيْنَ نَفْسِهِ مِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَتْقَاهُمْ، هَذَا. . . . . . يذهب

حَدَّثَنَا ابْنُ رَشِيقٍ، نا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجَلابُ، نا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: النَّوْمُ ثَلاثَةٌ: فَالأَنْبِيَاءُ يَنَامُونَ عَلَى أَقْفِيَتِهِمْ مُسْتَقْبِلِينَ بِوُجُوهِهِمُ السَّمَاءَ، طَاهِرَةٌ قُلُوبُهُمْ فَمَا رَأَوْا مِنْ رُؤْيَا فَهِيَ وَحْيٌ، وَالْمُؤْمِنُونَ يَنَامُونَ عَلَى أَيْمَانِهِمْ، ذَكِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ فَمَا رَأَوْا مِنْ رُؤْيَا فَهِيَ حَقٌّ، وَالْخَلْقُ يَنَامُونَ عَلَى شَمَائِلِهِمْ يَسْتَمْرُونَ فَعِلْمُهُمْ مَمَّا رَأَوْا مِنْ رُؤْيَا فَهِيَ. . . . . . وَبِعَذَابِهِمْ

حَدَّثَنَا ابْنُ رَشِيقٍ، نا عَلِيُّ بْنُ يَعْقُوبَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الْبَغْدَادِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: أُطْرِفْكُمْ بِطُرْفَةٍ، قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ: كُنْتُ يَوْمًا جَالِسًا فِي مَجْلِسِ الرَّوَافِضِ، فَمَرَّ رَجُلٌ بِيَدِهِ حِبْرِيٌّ فَقَالَ لَهُ رَئِيسٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الرَّوَافِضِ: أَيُّهَا الرَّجُلُ، بِكَمْ أَخَذْتَ الْيَهُودِيَّ؟ قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَخَذْتُهُ بِرَافِضَيْنِ، قَالَ سُفْيَانُ: فَأَضْحَكَنِي كَلامُهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015