الحيوان (صفحة 704)

والإنسان رديء البصر باللّيل، والذي لا يبصر منهم باللّيل تسمّيه الفرس شبكور وتأويله أنّه أعمى ليل [1] ، وليس له في لغة العرب اسم أكثر من أنّه يقال لمن لا يبصر باللّيل بعينه: هدبد. ما سمعت إلّا بهذا، فأمّا الأغطش فإنّه السيّء البصر بالليل والنهار جميعا.

وإذا كانت المرأة مغربة العين فكانت رديّة البصر، قيل لها: جهراء. وأنشد الأصمعيّ في الشاء [2] : [من الكامل]

جهراء لا تألو إذا هي أظهرت ... بصرا ولا من عيلة تغنيني

وذكروا أنّ الأجهر الذي لا يبصر في الشمس. وقوله «لا تألو» أي لا تستطيع.

وقوله: «أظهرت» صارت في الظهيرة. «والعيلة» : الفقر. قال: يعني به شاة.

وقال يحيى بن منصور، في هجاء بعض آل الصّعق: [من البسيط]

يا ليتني، والمنى ليست بمغنية، ... كيف اقتصاصك من ثأر الأحابيش

أتنكحون مواليهم كما فعلوا ... أم تغمضون كإغماض الخفافيش

وقال أبو الشمقمق، وهو مروان بن محمد [3] : [من مجزوء الرمل]

أنا بالأهواز محزو ... ن وبالبصرة داري

في بني سعد وسعد ... حيث أهلي وقراري

صرت كالخفاش لا أب ... صر في ضوء النهار

وقال الأخطل التغلبيّ [4] : [من الطويل]

وقد غبر العجلان حينا إذا بكى ... على الزّاد ألقته الوليدة في الكسر

فيصبح كالخفاش يدلك عينه ... فقبّح من وجه لئيم ومن حجر [5]

وقالوا: السحاة مقصورة: اسم الخفاش، والجمع سحا كما ترى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015