(ولو طلبوني بالعقوق أتيتهم ... بألف أؤديه إلى القوم أقرعا)

(26) حول المقولة الثامنة والعشرين: الفرق بين الذاعر والداعر.

قوله: ويقولون للخبيث ذاعر ... قال «أبو محمد»: ما المانع من كون الخبيث ذاعر بالذال الموسومة لأنه يذعر الناس أي يخيفهم؟ . إذا قصد هذا فهو صحيح، وقد سبق «أبو محمد» إلى هذا التغليط، والحق منبوع من عقل. قوله: (ومنه قول «زميل»). قال «محمد»: هو «زميل بن أبير». ويقال: «وبير الفزاري» قاتل «ابن دارة» وهو القاتل:

(أنا زميل قاتل ابن دارة ... والكاشف السبة عن فزارة)

وزميل بالزاي المعجمة، وأبير أصله وبير، فقلبت الواو همزة. قوله: اسم «سذوم» المضروب به المثل. قال «أبو محمد»: المشهور عند أهل اللغة. «سدوم» بدال غير معجمة، وهي قوية قوم «لوط». ومنه قاضي «سدوم» وقد يمكن أن يكون بالذال قبل التعريب، فلما عرب أبدلت الذال دالا، فعلى [ذلك] يتوجه قول «ابن قتيبة» إنه «سذوم» بالذال، يريد أن أصله بالذال ثم غيرته العرب وذكر أهل الأخبار أن «سدوم» ملك سميت به القرية. قال «عمرو بن دراك العبدي»:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015