إن الناظر فيما رواه ابن أعثم عن هذه الحملة التي أعدها عبد الملك بن مروان والمتتبع لسير حركتها ينتهي به النظر إلى أن هدفها كان القسطنطينية بالذات 1، لكن ذلك ليس ثابتاً ولا محرراً؛ فلم يرد في المصادر الأصلية التي اطلعت عليها والتي ينقل بعضها عن شهود عيان2، ولا حتى في المراجع العربية الحديثة 3 ما يدل على طَرْق الجيوش الإسلامية للقسطنطينية بعد وفاة معاوية رضي الله عنه حتى عهد سليمان بن عبد الملك، وأما ما قد يفهم من رواية ابن عساكر 4 عن عبد الله ابن سعيد الهمداني من توجيه عبد الملك ابنه مسلمة في تلك الغزاة نحو القسطنطينية فيعكر عليها ما ورد في الرواية نفسها من قوله: “أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة إلى صاحب الروم اليون..” فلم يكن من أباطرة الروم المعاصرين لعبد الملك من يحمل هذا الاسم، مما يدل على أن هناك خلطاً في الرواية وتداخلاً،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015