فلا يجوز فتح الفاء هاهنا، لأن الفعل له ولم يفعل ذلك أحد به. والحجة لمن فتح:

أنه جعلهن مفعولا بهن، لم يسم فاعلهن.

وسمع أعرابي قارئا يقرأ: «كأنهن حمر مستنفرة» بفتح الفاء فقال: طلبها قسورة فلما سمع «فرت من قسورة» قال: مستنفرة إذن. فالقسورة: الرّماة. والقسورة: الأسد، فأما قول امرئ القيس:

وعمرو بن درماء الهمام إذ مشى ... بذي شطب عضب كمشية قسورا

(?) فإنه أراد: «قسورة» ثم رخم الهاء. وأتى بألف القافية.

قوله تعالى: كَلَّا بَلْ لا يَخافُونَ (?). يقرأ بالياء والتاء. فالحجة لمن قرأه بالياء: أنه ردّه على قوله: بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ (?). والحجة لمن قرأه بالتاء: أنه جعلهم مخاطبين فدلّ عليهم بالتاء.

قوله تعالى: وَما يَذْكُرُونَ (?). يقرأ بالياء إجماعا إلّا ما تفرّد به (نافع) من التاء على معنى الخطاب. فأما تخفيفه فإجماع.

ومن سورة القيامة

قوله تعالى: لا أُقْسِمُ (?). يقرأ بالمدّ والقصر. فالحجة لمن مدّ: أنه أراد: دخول (لا) على (أقسم) وفي دخولها غير وجه:

قال قوم: هي زائدة صلة للكلام، والتقدير: أقسم بيوم القيامة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015