من تلاميذه:

عثمان بن سعيد التنوخي، وغيره، وسمع منه أبو حاتم بالمصيصة، وروى عنه، وأثنى عليه، قال: "كان ثقة رضا، وكان يعد من الأبدال".

قلت: الحديث المروي عن علي - رضي الله عنه - في الأبدال منقطعٌ سنده، فإن شريح بن عبيد الحمصي لم يدرك عليًّا - رضي الله عنه -.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: روي في الأبدال حديث أنهم أربعون رجلًا، وأنهم بالشام، وهو في المسند (?) من حديث علي - رضي الله عنه -، وهو حديث منقطع ليس بثابت، ومعلوم أن عليًّا ومن معه من الصحابة، كانوا أفضل من معاوية - رضي الله عنه - ومن معه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي - رضي الله عنه -.

وقال رحمه الله تعالى: "أما الأسماء الدائرة على ألسنة الكثيرين من النساك والعامة مثل: الغوث؛ الذي بمكة، والأوتاد الأربعة، والأقطاع السبعة، والأبدال الأربعين، والنجباء الثلاثمائة؛ فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى، ولا هي أيضًا مأثورة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بإسناد صحيح، ولا ضعيف، يحمل عليه ألفاظ الأبدال.

أما الغوث والغياث، فلا يستحقه إلا الله؛ فهو غياث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره، لا بملك مقرب، ولا نبي مرسل لا بعد موته، ولا في حياته مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها كشف الضر عنهم إلى الغوث فهو كاذب ضالٌّ مشرك، قد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} (?)، وقال سبحانه: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015