الثابت أن كثيرا من الدراسات الإعلامية تؤكد هذا الارتباط الوثيق بين النظام الإعلامي والإطار العام للمجتمع (?) كما أن مقومات العملية الإعلامية الذاتية والموضوعية تؤثر على الظروف الاتصالية جملة، والمقومات الموضوعية هي البيئة الفكرية والثقافية والاجتماعية وكل القيم والعادات والتقاليد المرعية، التي تحكم العملية الإعلامية وتحكم عليها، ويظهر ذلك فيما يعرف بسياسات الإعلام ونظمه وتشريعاته التي ترتبط بأهداف وغايات النظام العام للمجتمع، ويقصد بها مجموعة المبادئ والقواعد الأساسية والأسس التي تشكل نسقا أو طريقة لتنظيم وإدارة وتوجيه النظام الاتصالي، وعادة ما تكون هذه الخطوط العريضة بعيدة المدى، وتتناول الأمور الأساسية، وتنبع من الأيدلوجيات الأساسية , والظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والقيم الشائعة في المجتمع (?) ومن هنا تظهر أهمية التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة الرائعة، وتخليص السياسات الإعلامية في عالمنا الإسلامي من الرؤى المرتبطة بالفلسفة المادية، والأفكار والتصورات الجاهلية الموضوعة، وصياغة سياسة إعلامية تنبثق من هدي الإسلام، وتلتزم به وتستمد معانيها من شريعته، وتستند في قوتها ومتانتها على الفكر الإسلامي الواعي، والضمير الإنساني الحي، والانتماء الوطني الصادق (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015