تقريظه على الرد الوافر (?)

الحمد لله، وسلام على عباده الًّذين اصطفى.

وقفت على هذا التأليف النافع، والمجموع الًّذي هو للمقاصد الًّتي جُمع لأجلها جامع. فتحققت سعة اطلاع الإِمام الًذي صنّفه. وتضلعه من العلوم النافعة بمَا عظمه العلماء وشرفه.

وشهرة إمامة الشًّيخ تقي الدِّين أَشهر من الشمس. وتلقيبه بشيخ الإِسلام في عصره إٍلى الآن على الألسنة الزكية ويستمر غدًا كما كَانَ بالأمس. ولا ينكر ذلك إٍلًا من جهل مقداره. أَو تجنب الإنصاف. فمَا أَغْلطَ من تعاطى ذلك وأكثر عثاره. فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا وحصائد ألسنتنا بمَنِّهِ وفضله.

ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرَّجل إِلاَّ ما نبّه عليه الحافظ الشهير علم الدِّين البرزالي في تاريخه: أَنَّه لم يوجد في الإِسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشَّيخ تقي الدِّين. وأَشار إِلى أَنَّ جنازة الإِمام أَحمد كانت حافلة جدًا شهدها مئات ألوف. ولكن لو كَانَ بدمشق من الخلائق نظير من كَانَ ببغداد أَو أَضعاف ذلك. لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته. وأيضًا فجميع من كَانَ ببغداد إِلأَّ الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإِمام أحمد. وكان أمير بغداد وخليفة الوقت إذ ذاك في غاية المحبة له والتعظيم. بخلاف ابن تَيْمِِيَّة فكان أمير البلد حين مات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015