في ذلك قال له قطلوبك: أَنا الَّذي أريد أجيء إليك لأنك رجل عالم زاهد،، يعرّض بقولهم: إِذَا كَانَ الأمير بباب الفقير، فنعم الأمير ونعم الفقير. فقال له: قطلوبك! لا تعملْ علىَّ دركواناتك (?)؛ موسى كَانَ خيرًا مني وفرعون كَانَ شرًّا منك وكان موسى كلّ يوم يجيء إِلى باب فرعون مراتٍ في كل يوم ويعرض عليه الإيمان، أَو كما قيل.

وحكى لي عنه الشَّيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية قال: كَانَ صغيرًا عند بني المنجَّى فبحث معهم فادّعوا شيئًا أنكره فأحضروا النقل فلمّا وقف عليه ألقى المجلد من يده غيظًا، فقالوا له: ما أنت إلاّ جريء ترمي المجلَّد من يدك وهو كتاب علم؛ فقال سريعًا: أيّما خير أَنا أَو موسى؟ فقالوا: موسى؛ فقال: أيّما خير هذا الكتاب أَو ألواح الجوهر الَّتي كَانَ فيها العشر كلمات. قالوا الألواح، فقال: إِنَّ موسى لمّا غضب ألقى الألواحَ من يده، أَو كما قال.

وحكى لي عنه أيضًا قال: سأله فلان أُنْسِيته فقال: أنت تزعم أَنَّ أفعالك كلّها من السنَّة؟ فهذا الَّذي تفعله بالناس من عَرْكِ آذانهم من أين جاء هذا في السنّة؟ فقال: حديث ابن عباس في الصحيحين قال: صلّيتُ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلاً فكنتُ إِذا لأغفيت أَخذ بأذني، أَو كما قال.

قال الشَّيخ شمس الدين: وصنف في فنون العلم، ولعل تواليفه وفتاويه في الأصول والفروع والزهد واليقين والتوكل والإخلاص وغير ذلك تبلغ ثلاث مئة مجلّدة؛ وكان قوّالاً بالحق نهّاءً عن المنكر ذا سطوةٍ وإقدام وعدم مداراة. ومسائله المفردة يحتج لها بالقرآن والحديث أَو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015