- مَعْنَى (تَبَارَكَ): قَالَ فِيْهِ أَهْلُ العِلْمِ مَعْنَيَيْنِ:

1) تَبَارَكَ: تَعَاظَمَ، فَقَدْ جَاءَتْ عَلَى بِنَاءِ السَّعَةِ وَالمُبَالَغَةِ كَـ (تَعَالَى) وَهُوَ الَّذِيْ يَدُلُّ عَلَى كَمَال العُلُوِّ، فَكَذَلِكَ (تَبَارَكَ) دَالَّةٌ عَلَى كَمَالِ بَرَكَتِهِ وَعِظَمِهَا وَسِعَتِهَا. (?)

2) تَبَارَكَ: أَيْ: جَاءَ بِكُلِّ برَكَةَ.

ولِمَا سَبَقَ مِنَ المَعْنَى فَهِيَ لَا تُطْلَقُ عَلَى غَيْرِ اللهِ تَعَالَى، فَهِيَ مُخْتَصَّةٌ بِهِ تَعَالَى كَمَا أَطْلَقَهَا عَلَى نَفْسِهِ بِقَوْلِهِ {تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِيْنَ} (الأَعْرَاف:54). أَلَا تَرَاهَا كَيْفَ أُطْرِدَتْ فِي القُرْآنِ جَارِيَةً عَلَيْهِ مُخْتَصَّةً بِهِ لَا تُطْلَقُ عَلَى غَيْرِهِ. (?)

- أَسْبَابُ التَّبَرُّكِ المَمْنُوْعِ:

1) الجَهْلُ بِالدِّيْنِ: وَتأمَّلْ قَوْلَ مُوْسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ قَوْمِهِ {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرائِيْلَ البَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُوْنَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوْسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (الأَعْرَاف:138).

وَهَذَا الجَهْلُ نَاشِئٌ عَنْ سُكُوْتِ أَهْلِ العِلْمِ، وَتَشْجِيْعِ أَهْلِ البِدَعِ (?)، وَالتَّقْلِيْدِ الأَعْمَى.

2) الغُلُوُّ فِي الصَّالِحِيْنَ: كَمَا فِي البُخَارِيِّ عَنْ عُمَرَ مَرْفُوْعًا (لَا تُطْرُوْنِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ؛ فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُوْلُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُوْلُهُ). (?)

3) التَّشَبُّهُ بِالكُفَّارِ: كَمَا فِي حَدِيْثِ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ مَرْفُوْعًا (لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. (?) (?)

4) تَعْظِيْمُ الآثَارِ: وَهُوَ نَاتِجٌ عَنْ تَسَاهُلِ كَثِيْرٍ مِنَ العُلَمَاءِ فِي رِوَايَةِ أَحَادِيْثِ فَضَائِلِ الآثَارِ المَكَانِيَّةِ الضَّعْيِفَةِ وَالمَوْضُوْعَةِ.

عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ عُمَرَ بَلَغَهُ أَنَّ قَوْمًا يَأْتُوْنَ الشَّجَرَةَ فَيُصَلُّوْنَ عِنْدَهَا فَتَوَعَّدَهُم ثُمَّ أُمِرَ بِقَطْعِهَا؛ فَقُطِعَتْ. (?)

- وَسَائِلُ مُقَاوَمَةِ التَّبَرُّكِ المَمْنُوْعِ:

1) نَشْرُ التَّوْحِيْدِ، وَبَيَانُ حَقِيْقَتِهِ، وَتَعْلِيْمُهُ لِلنَّاسِ، وَكَمَا يُقَالُ: (وَبِضِدِّهَا تَتَبَيَّنُ الأَشْيَاءُ). (?)

2) نَشْرُ العِلْمِ الصَّحِيْحِ، وَالتَّحَرِّيْ فِيْمَا يُنْقَلُ وَيُذكَرُ مِنَ الأَحَادِيْثِ وَالآثَارِ، وَتَوْجِيْهِ مَا صَحَّ مِنْهَا.

3) الدَّعْوَةُ إِلَى المَنْهَجِ الحَقِّ؛ بَالرُّجُوْعِ إِلَى الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَعَلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ.

4) إِزَالَةُ وَسَائِلِ الغُلوِّ وَمَظَاهِرِ التَّبَرُّكِ المَمْنُوْعِ - وَكُلٌّ بِحَسْبِ وِلَايَتِهِ وَقُدْرَتِهِ - كَمَا فِي كَسْرِ النَّبِيِّ مَحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيْمَ لِلأَصْنَامِ، وَتَحْرِيْقِ مُوْسَى لِلعِجْلِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015