الشَّرْحُ

- مَقْصُوْدُ المُصَنِّفِ رَحِمَهُ اللهُ مِنَ البَابِ بَيَانُ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَنْ فَعَلَ وَسَائِلَ الشَّرْكِ مَلْعُوْنًا وَمَوْصُوْفًا بِأَنَّهُ مِنْ شِرارِ الخَلْقِ، فكَيْفَ بِمَنْ فَعَلَ الشِّرْكَ الأَكْبَرَ.

- إِنَّ الأَدِلَّةَ الَّتِيْ أَوْرَدَهَا المُصَنِّفُ هِيَ فِي الصَّلَاةِ؛ وَلَكنَّهُ عَمَّ بِقَوْلِهِ (فِيْمَنْ عَبَدَ اللهَ) وَذَلِكَ بِجَامِعِ أَنَّ السَّبَبَ هُوَ التَّعْظِيْمُ؛ وَأَنَّ النَّتِيْجَةَ هِيَ الشِّرْكُ، فَهِيَ مِنْ بَابِ القِيَاسِ لَا مِنْ بَابِ التَّنْصِيْصِ. وَقَدْ مَرَّ مَعَنَا حَدِيْثُ النَّهْي عَنِ الذَّبْحِ عِنْدَ الأَوْثَانِ، وَهُوَ حَدِيْثُ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ فِي بَابِ (لَا يُذْبَحُ للهِ بِمَكَانٍ يُذْبَحُ فِيْهِ لِغَيْرِ اللهِ).

- اللَّعْنَةُ: هِيَ الطَّرْدُ وَالإِبْعَادُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ؛ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُم فَعَلُوا كَبِيْرَةً مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوْبِ.

- قَوْلُهَا (طَفِقَ): مِنْ أَفْعَالِ الشُّرُوْعِ، أَيْ: جَعَلَ وَبَدَأَ.

- قَوْلُهُاَ (خَمِيْصَةً): هُوَ الكِسَاءُ الغَليْظُ الَّذِيْ لَهُ أَعْلَامٌ (خُطُوْطٌ).

- قَوْلُهُ (لَعَنَ اللهُ اليَهُوْدَ وَالنَّصَارَى): يَحْتَمِلُ أنَّها خَبَرِيَّةٌ، وَيَحْتَمِلُ أنَّهُ أَرَادَ بِهَا الدُّعَاءَ؛ فَتَكُوْنُ خَبَرِيَّةً لَفْظًا؛ إِنْشَائِيَّةً مَعْنى.

- قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (فَتْحُ البَارِي) (?): (وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيْحَيْنِ حَدِيْثُ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ الكَنِيْسَةِ الَّتِيْ كَانَتْ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ وَمَا فِيْهَا مِنَ التَّصَاوِيْرِ؛ وَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (كَانُوا إِذَا مَاتَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيْهِ تِلْكَ الصُّوَرَ؛ أُوْلَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ) فَإِنَّ ذَلِكَ يُشْعِرُ بِأَنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا فِي ذَلِكَ الشَّرْعِ مَا أَطْلَقَ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الَّذِيْ فَعَلَهُ شَرُّ الخَلْقِ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ فِعْلَ صُوَرِ الحَيَوَانِ فِعْلٌ مُحْدَثٌ أَحْدَثَهُ عُبَّادُ الصُّوَرِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015