يجب أن تكون هادفة ونفعية، بمعنى تفسير الظاهرات وتنظيم الحقائق والقوانين في شمول وتكامل يفيد في العمل ويمكن من الضبط والتنبؤ الدقيق.

والإرشاد النفسي يهتم بدراسة وفهم وتفسير وتقييم السلوك والتنبؤ به وتعديله وتغييره، ومن ثم فلا بد من دراسة النظريات التي تفسر السلوك وكيفية تعديله، وتفيد دراسة نظريات الإرشاد النفسي في فهم العملية الإرشادية نفسها، وفهم أوجه الشبه والاختلاف بين طرق الإرشاد.

ونحن نجد أن بعض المرشدين يفضلون العمل في ضوء النظرية محددة دون غيرها من النظريات مثل نظرية الذات بطريقة الإرشاد غير الموجه أو الإرشاد الممركز حول الذات وهكذا.

ملاحظات:

تختلف دراستنا لنظريات التوجيه والإرشاد النفسي قليلا عن دراسة نفس النظريات في إطار دراسة الشخصية مثلا، فالاهتمام هنا منصب على ما يتعلق بالتوجيه والإرشاد النفسي نظريا وعمليا، أي أن المهم ليس معرفة تفاصيل النظريات بقدر معرفة الأسس التي قامت عليها النظريات، ولن نقارن بين النظريات بقصد التفضيل بينها، ذلك لأن التركيز هنا يكون على عملية الإرشاد ككل في شمول وتكامل آخذين من كل نظرية ما يفيد. إن اتباع نظرية واحدة والتمسك بها لدرجة التعصب يعتبر نوعا من الجمود العلمي غير المرغوب. ونحن نعلم أن أي نظرية مهما كانت لا تعلوا على النقد. وفي نفس الوقت قد يلجأ بعض المرشدين تحت ستار اتباع الأسلوب الخياري، وباسم المرونة، إلى التوفيق والتأليف والتوليف بين النظريات أكثر من اللازم لدرجة تؤدي إلى نتيجة غير علمية وغير مرغوبة.

ونحن نعلم أنه لا توجد قوانين عامة للسلوك البشري تنطبق على كل الناس بصدق كامل والمرشد حين يتعامل مع مشكلات بشرية معقدة لا بد أن يقوم عمله على أساس عدد من النظريات وليس نظرية واحدة، لأنه لا وجود لمثل هذه النظرية الواحدة الشاملة بخصوص السلوك البشري في علم النفس "تيلور Taylor؛ 1971".

وهكذا تعدد نظريات التوجيه والإرشاد النفسي. وهذا التعدد يفيد في مواجهة تعدد المشكلات التي يتناولها الإرشاد النفسي في شخصيات العملاء والمرشدين أنفسهم.

وفيما يلي عينة من نظريات التوجيه والإرشاد النفسي الهامة التي ترتبط ارتباطا مباشرا بطرق الإرشاد النفسي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015