بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إنَّ الحمدَ لله نحمدُه ونستعينُهُ ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.

{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.

{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (?).

أما بعد:

فقد بعثَ الله خاتمَ أنبيائه محمداً - صلى الله عليه وسلم - بآخِرِ رسالاته دينِ الإسلام الذي أكمله لعباده، وأتمَّ به عليهم النّعمة، ورضيه لهم ديناً، وفَرض اتِّباعه على الثّقلين سبيلاً أوحدَ للفوز في الدار الآخرة.

وكانت آخرُ الرّسالات السّماوية قبله رسالةَ عيسى بن مريم - عليه السلام -. فدخل مَن كتب الله له منهم الهدايةَ في دين الإسلام، وأبى جلُّهم إلا الإعراضَ والتّكذيب، واختار بعضُهم مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015