بداية العقل وهو علمنا بحسن شكر المنعم، والإنصاف والعدل، وقبح الكذب والجور والظلم، ومنكر ذلك مكابر لكافة العقلاء (إلا من العقلاء) من قال: لا أعرف ذلك بضرورة العقل، وإنما أعرفه بالنظر والخبر، فذلك مقر بالحسن والقبيح، ومدعى غير طريق الجماعة فيه (فيتكلم) في ذلك، ويبين له أن الجاهلية/136 أوعبدة الأصنام، ومن لم تبلغه الدعوة، يعلم ذلك كما (تعلمه) أهل الأديان، فسقط أن يكون طريقه إلا العقل وعلى أن القدم والحدوث (لهما) (في بداية العقل أصل) ثم الخلف في ذلك واقع، ولا يقال: إن مخالفنا مكابر لعقله.

واحتج: بأنه أجمع القائلون بأن في العقل إلزاماً وحظراً على أنه لا يلزم، ولا يحظر إلا بتنبيه يرد عليه، فإذا ثبت هذا، قلنا: يجب أن يكون ذلك التنبيه خبر الشرع لا الخواطر، لأن الخواطر/206 ب يجوز أن تكون من الملك ومن الشيطان، ومن ثوران المرة، وما أشبه ذلك، وإذا (كان كذلك) فيها لم يلتفت إلى تنبيهها، والتفتنا إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015