(40) وقال الجموح

" من البسيط ":

لا دَرَّ درُّك إني قد رَميتهمُ ... لولا حُدِدْتُ ولا عُذري بِمَحدودِ

يريد: لولا أن حددت فحذف " أن " وقد تقدم القول على نظيره، وجواب لولا محذوف يدل عليه ما يليه فكأنه قال: لولا أن حددت لا غنيت أو لأثّرت، فحذف الجواب ودَلَّ عليه بقية الكلام وما ضمنه خبره، وقد لامته امرأته واستعجزته

لاهِ أبن عمك أني قد رميتهمُ ... حتى رأيت سَوما غير مردودِ

أراد: للهِ أبن عمك، فحذف حرف الجر ولام التعريف، فإما ما يدل على حذف حرف الجر فهو أن هذه اللام الباقية مفتوحة ولام الجر مع المظهر مكسورة. وأما ما حكى فيها من الفتح مع المظهر فشاذ، وكما إن فتحة لام " لاهِ " تدل على إنها ليست لام الجر فكذلك أيضا فتحتها تدل على إنها ليست لام التعريف من حيث كانت لام التعريف ساكنة كما إن لام الحر مكسورة، فالباقية إذن إنما هي لم " إِلاهِ " أو لام " لاه " على افتراق قولي سيبويه فيه. ووزن " لهِ " من قوله: لاه ابن عمك في قوله أن أصل الاسم " لاه ": " عال "، لأن الألف التي هي همزة محذوفة، ووزنه في قوله الآخر أن أصله " لاه ": بوزن " عاب وناب ": " فَعَل " ولم يحذف منه في القول الثاني شيء. وخالف ابن يزيد صاحب الكتاب في هذا فقال إن اللام من قوله " لاهِ إبن عمك " هي لام الجر وقد حذفت لام التعريف ولام " لاهِ " الأصلية. قال: وإنما انفتحت في " لاهِ ابن عمك " وإن كانت للجر والاسم مظهر، من قبل أنها جاوزت الألف فلزم فتحها قبلها، وهذا تعسف والذي دعاه إلى ارتكابه هربه من حذف الجار. وقد حكى أبو العباس نفسه إن رؤبة كان يقال له:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015