يعامل الفرع في التصرف معاملة الأصل، فهذا فرق. وأعلم انه ليس في كلام العرب اسم في أوله ياء مكسورة إلا قوله " يسار " حكاها بعض الكوفيين وقد سألت نفسي عن ذلك واجب عنه في بعض ما أثبته عن نفسي من كلامي في موضع غير هذا فتركته هنا.

وفيها:

حين السيوف بأيدي القوم ناهلةٌ ... تصدر عنهم وفيهم تارة تَردُ

ينبغي أن تكون عين " تارة " واوا اشتقاقا وقياسا جميعا، أما الاشتقاق فلأنه من معنى " التَّوْرِ "، والتور: الرسول. قال " من السريع ":

والتور فيما بيننا مُعْمَلٌ ... يرضى به المأتيّ والمُرْسِلُ

والتقاؤهما أن الرسول من شأنه أن يذهب ويجيء، والتارة هكذا معناها، ألا ترى أنها تردد الشيء طورا كذا وطورا كذا كما أن الرسول مرة يرد وأخرى يصدر، ويؤكد عندك كون عينها واوا أيضا قولهم في معناها: طورا وطورا وأطوارا، والطاء أخت التاء فكأنهما لذلك حرف واحد، وقد ترى تعاقبهما في نحو قولهم: الترياق والطرياق والترنجين والطرنجين، وفي قول علقمة " من الطويل ":

وفي كل حي قد خبطَّ بنعمةٍ ... فَحُقَّ لشأن من نداك ذنوب

أي خبطت، وقالوا: فحصط برجلي، وله نظائر. وقالوا في المتْرَس: المِطْرَس، وكلاهما أعجمي والعرب تسمى المطرس لزازا. فهذا وجه الاشتقاق. وأما وجه القياس فلأنها عين، وقد سبقت وصية صاحب الكتاب في نحو هذا بما قد عرفته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015