يعلم ذلك من ليس بكامل العقل على ما نبينه من بعد في الإخبار عن ماهية العقل.

والإدراك جنس يوجد بجزء واحد من الحاسة. فالمدرك من الحي ما قام به الإدراك من جملته، والإدراك صفته, واللمس والذوق والشم مماسات يوجد الإدراك ببعض الحواس عندها, وهو جنس يخالفها. والمدركات شيء غيرها، وقد تكون أجساما وتكون أعراضا, وإدراك كل شيء غير الإدراك لغيره وخلافه سواء كان غيره مثله أو ضده وخلافه, أو خلافه وليس بضده, لذلك يدرك الشيء من لا يدرك مثله ولا ضده ولا خلافه, وهو في هذا الباب جار مجرى العلوم التي يجب اختلافها متى تغايرت معلوماتها, والمختلف من جميع العلوم والإدراكات غير متضاد, وليس من الإدراكات عند أهل الحق ما يحتاج إلى بنية مخصوصة وبله. وإنما لا يوجد النوم بكل حاسة من هذه الحواس إلا إدراك جنس أو أجناس مخصوصة، لإجراء الله العادة بذلك. ولوخلق إدراك جميع المدركات في حاسة واحدة في وقت واحد لكان ذلك صحيحا جائزا -[9]- ولو بعث نبيا يخرق هذه العادات لكان ذلك عاما من أعلامه. والحواس على التحقيق أربعة, وهي: حاسة الرؤية وحاسة السمع وحاسة الشم وحاسة الذوق. وجميع جوارح الإنسان الحية حاسة اللمس, لأنه يدرك بها بها الحرارة والبرودة والصلابة والرخاوة واللين والخشونة، وليس إدراك ذلك حاسة مخصوصة, وإنما خصت اليد بالوصف بأنها حاسة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015