الماء والتراب بنفسهما لا بشيء سواهما، فإن لم يكن هذا جائزاً لأنه ليس من طبع الماء والتراب أن يكون منهما ما وصَفْت، فكذلك غير جائز تركيب الإنسان وتصويره وتخطيطه على ما عليه الإنسان من جنس الصورة وعجيب التركيب بنفس النطفة وطبعها).

الثالث: ثم قال: (ويُجاز على هذا بطبع الخشب وجود سفينة اجتمعت أجزاؤها، واعتدلت وتماسكت وداخل بعضها بعضا وقرُبَتْ من الساحل معها دَقْلها (?) وآلاتها، يعبر من يريد العبور من المسافرين، ثم تعود بنفسها إلى مركزها ومرْساها كذلك).

الرابع: ثم قال: (ويُجاز بطبع الماء والنار والتربة أن يوجد حَمّام (?) في أسفله نار، وفي بيوته ماء على غاية الاعتدال في الحرارة والرطوبة من غير بانٍ بناه ومُسَخِّن سَخّنَه، ومُدَبِّر دَبَّره.

فإن لم يَجز شيء مما ذكرناه، فلْيكن مثل ما ادّعَوْه من النطفة واجتماع خلْق الإنسان منها من غير مُدَبِّر حكيم دَبّره وأحْكمه، فهذا الدليل يتضمن أن المحدَث لا بُد له من محدِث وأن ما فيه من الحكمة لا بد له من قاصد حكيم) انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015