انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز إبدالها بالهمزة، كقولهم: أجوه وأدور.

ومن قرأ بالواو فهو على الأصل ولم يبدله، والمعنى: جمعت لوقتها، وهو يوم القيامة ليشهدوا على الأمم، وهو قوله: {لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} [المرسلات: 12] أي: أخرت، وضرب لهم الأجل لجمعهم يعجب العباد من ذلك اليوم.

ثم بين، فقال: {لِيَوْمِ الْفَصْلِ} [المرسلات: 13] قال ابن عباس: يوم يفصل الرحمن بين الخلائق.

ثم عظم ذلك اليوم، فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ} [المرسلات: 14] .

ثم ذكر حال الذين كذبوا بذلك اليوم، فقال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 15] .

ثم أخبر بما فعل بالكفار من الأمم الخالية، فقال: {أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ {16} ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ {17} كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ {18} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {19} أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ {20} فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ {21} إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ {22} فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ {23} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {24} أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا {25} أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا {26} وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا {27} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ {28} } [المرسلات: 16-28] .

{أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ} [المرسلات: 16] قال مقاتل: يعني: بالعذاب في الدنيا، حين كذبوا رسلهم.

{ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ} [المرسلات: 17] يعني: كفار مكة حين كذبوا بمحمد.

كذلك الذي فعلنا بمن تقدم من الأمم، نفعل بالمجرمين بالمكذبين من أهل مكة.

ثم ذكر بدو خلقهم، فقال: {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} [المرسلات: 20] يعني: النطفة.

{فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المرسلات: 21] يعني الرحم.

{إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ} [المرسلات: 22] يعني: مدة الحمل.

فقدرنا قال الكلبي: يعني: خلقه كيف يكون قصيرًا أو طويلًا، ذكرًا أو أنثى.

وفيه قراءتان: التخفيف والتشديد، قال الفراء: والمعنى فيهما واحد.

ومعنى: فنعم القادرون المقدرون.

ثم بين لهم صنعه ليعتبروا، فيوحدوه، فقال: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25] معنى الكفت في اللغة: الضم والجمع، يقال: كفت الشيء.

إذا ضمه وجمعه، ومن هذا يقال للجراب والقدر: كفت.

قال الفراء: تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم، ومنازلهم، وتكفتهم أمواتًا في بطنها، أي: تحوزهم.

وهو قوله: أحياء وأمواتًا وهذا قول جماعة المفسرين.

{وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ} [المرسلات: 27] جبالًا ثوابت، شامخات عاليات، وكل عال فهو شامخ، {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} [المرسلات: 27] تقدم تفسير هذا في آيتين، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015