يزن بالأجر. فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: يا وَزانُ! زِنْ وأرجِحْ] (?).

الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة -كذلك- في الباب عن سِماك بن حرب قال: سمعت مالكًا، أبا صفوان بن عُمَيْرة، قال: [بعت من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رِجْلَ سراويل قبل الهجرة. فوزن لي. فأرجح لي] (?).

الحديث الثالث: أخرج ابن ماجة في الباب -أيضًا- بإسناد صحيح عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إذا وَزَنتم فَأَرْجِحُوا] (?).

الحديث الرابع: أخرج أبو داود بسند صحيح عن أبي هريرة: [أنَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، مرَّ برجل يبيع طعامًا، فسأله: كيف تبيع؟ فأخبره، فأوحى إليه: أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فيه، فإذا هو مبلول، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لَيْسَ منّا مَنْ غَشَّ] (?).

وقوله تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ}. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: ألا يظن هؤلاء المطففون الناس في مكاييلهم وموازينهم، أنهم مبعوثون من قبورهم بعد مماتهم، ليوم عظيم شأنه، هائل أمره، فظيع هوله).

وقوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}. أي يوم يقوم الناس واقفين منتظرين لأمر رب العالمين، أو لجزائه، أو لحسابه. وفي الآية دلالة على عظم ذنب التطفيف، ومزيد إثمه وفظاعة عقابه.

وفي السنة الصحيحة من ذكر آفاق هذه الآية أحاديث:

الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم ومالك، عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما: [أنّ النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}: حتى يغيبَ أحَدُهم في رَشْحِهِ إلى أَنْصافِ أُذُنَيْه] (?). وفي رواية: [يقوم أحدهم في رَشْحِه إلى أَنْصَاف أُذُنَيْه].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015