بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

1 - 4. قوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (4)}.

في هذه الآيات: تسبيحُ جميع الكائنات للَّه الملك القوي الحميد، الذي خَلَقَ الخلق وَعَلِمَ الإيمان والكفر وهو العليم البصير، وصَوَّر العباد فأحسن التصوير وإليه المصير، وتفرد بعلم الغيب وهو عليم بذات الصدور.

فقوله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}. إِخْبَارٌ من اللَّه تعالى أن جميع ما في السماوات وما في الأرض من شيء يسبّح له ويمجّده ويقدّسه، ويصلي له ويوحِّده، كقوله جل ذكره: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44].

وقوله: {لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ}. أي: هو المتصرف في جميع الكائنات، وسلطانه ماض وقضاؤه نافذ في جميع المخلوقات، وهو المحمود على جميع ما يخلقه ويُقَدِّره.

وقوله: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. أي: ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وكل أمر أراده فلا مانع له ولا مدافع.

وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}. قال ابن عباس: (إن اللَّه خلق بني آدم مؤمنًا وكافرًا، ويعيدهم في يوم القيامة مؤمنًا وكافرًا). وقال الزجاج: (إن اللَّه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015