التفسير الحديث (صفحة 3620)

هريرة أنه يفسر الرباط بما صار يفهم منه في زمن الفتوح في عهد الخلفاء الراشدين وبعده وقد عاش إلى زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان.

وعلى كل حال فما زلنا نرجح أن معنى الآية هو تأويل جمهور المفسرين الذي تابعناهم فيه. وهناك أحاديث نبوية عديدة في فضل المرابطة وأجرها والحثّ عليها. ويستفاد منها أنها متصلة بالجهاد الحربي في سبيل الله وظروفه. وأكثر من استوعبها ابن كثير في سياق تفسير الآية. ومنها ما روي بصيغ متقاربة من طرق مختلفة ومنها ما ورد في الصحاح أيضا. من ذلك حديث رواه البخاري عن سهل بن سعد قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها» (?) . وحديث رواه الترمذي والنسائي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«عينان لا تمسّهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله» (?) . وحديث رواه أبو داود والترمذي عن فضالة بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«كلّ الميت يختم على عمله إلّا المرابط فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويؤمّن من فتّان القبر» (?) . وحديث رواه الترمذي والنسائي عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رباط يوم في سبيل الله أفضل أو خير من صيام شهر وقيامه. ومن مات فيه وقي فتنة القبر ونما له عمله إلى يوم القيامة» (?) ولفظ النسائي: «رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم في ما سواه من المنازل» (?) .

وهناك أحاديث أخرى فاكتفينا بما أوردناه وفي الأحاديث صور من السيرة النبوية تفيد أن الرباط الجهادي كان مما يمارس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وفيها تلقينات مستمرة المدى في وجوب التيقظ والاستعداد والمرابطة في سبيل الله تجاه أعداء الإسلام والمسلمين وعدوانهم الواقع أو المرتقب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015