هذا في الجواز والحُسْن بمنزلة تأخير الاسم إذا أردْتَ معنى أيُّهما.

قال أبو علي: يعني قولُك: أزيدٌ عندك أمْ عمروٌ لأنَّ ذلك بمعنى (أيُّهما)، فالأحْسَنُ هنا تقديمُ الاسمِ، والأحْسَنُ في (أوْ) تقديمُ الفعلِ، وأنْ تقولَ: ألَقيتَ زيدًا أوْ عَمرًا، والعِبْرَةُ في هذا تقديمُ ما يُقْصَدُ إليه بالسُّؤال.

قال: لأنّك إذا سألْتَ عن الفعل اسْتُغْنِيَ بأوّل اسمٍ.

أيْ فَلَمْ تُكَرِّرْه بأمْ.

قال: فهذا يجري مُجرى: ألقيتَ زيدًا أوْ عَمْرًا.

أيْ في تقديم ما يُسْتفهمُ عنه وهو (لَقِيتَ) و (عندَك).

قال: وتقديمُ الاسمين جميعًا مثلُه وهُوَ مُؤَخَّرٌ.

يريدُ بالاسمين: أزيدٌ أو عَمْرٌو عندك؟

وقولُه مثلُه وهو مُؤَخَّرٌ: أيْ في المعنى لا في الإخبار.

قال: وتقولُ: أزيدًا أو عَمْرًا رأيْتَ أمْ بِشْرًا وذلك أنّك لم تُرِدْ أنْ تجعل عَمْرًا عَديلاً لِزيدٍ حتّى يصيرَ بمنزلةِ (أيُّهما).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015