ونؤمن بما جاء من كراماتهم، وصح عن الثقات من رواياتهم:

ـــــــــــــــــــــــــــــ

مقام النبوة في منزل *** فويق الرسول ودون الولي

وهذا كفر؛ لأن الأفضل الرسل ثم الأنبياء ثم الأولياء، وسبب تقديم الولي على النبي عند الصوفية -على زعمهم- أن الولي يأخذ عن الله مباشرة، والنبي يأخذ بواسطة.

وقوله: (ونقول: نبي واحد أفضل من جميع الأولياء) :

وهذا لا شك فيه، فجميع الأولياء من أول الخلق إلى آخرهم لا يعادلون نبياً واحداً، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.

هذا بحث عظيم، وهو بحث الكرامات، فالكرامة هي الخارق للعادة، فإن كانت على يد نبي فهي معجزة، مثل معجزة القرآن، فالإنس والجن عجزوا عن أن يأتوا بمثله، وهي أعظم المعجزات، ومثل معجزة عصا موسى، والتسع الآيات، ومثل إحياء الموتى لعيسى ابن مريم؛ وإن جرت الخارقة على يد رجل صالح فهو كرامة من الله أجراها على يده، وليس من عنده، مثل ما حصل لأصحاب الكهف وما حصل لمريم (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً) [آل عمران: 37] فكان يأتيها رزقها وهي تتعبّد الله ولم تخرج من المحراب، وكذلك ما حصل من كرامات لهذه الأمة، وقد ذكر شيخ الإسلام طرفاً منها في كتابه: الفرقان.

أما إذا جرى الخارق على يد كاهن أو ساحر فهذا خارق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015