وهو تفسير: "لا حول ولا قوة إلا بالله". نقول: لا حيلة لأحد، ولا حركة لأحد ولا تحوّل لأحد عن معصية الله إلا بمعونة الله، ولا قوة لأحد على إقامة طاعة الله والثبات عليها إلا بتوفيق الله:

وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره:

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأفطر، فمن رغب عن سنتي فليس مني" (?) ، فالله لا يكلف ما يشق عليهم، والله لو كلفهم لأطاقوا، ولكن لا يرضى لهم المشقة والعسر.

(لا حول) أي: لا تحول من حال إلى حال (إلا بالله) عز وجل وإعانته. وكذلك: ليس لك قوة إلا من قوة الله عز وجل، ففي هذا تسليم وبراءة من الحول والقوة، فالإنسان لا يُعجب بحوله ولا بقوته، وإنما يرجع إلى الله عز وجل، فتستعين بالله، فيعينك على الطاعة، ومن التحول من المعصية إلى الطاعة، ومن الكفر إلى الإسلام، فكل شيء بحول الله وقوته، ولو وكلك إلى حولك لم تستطع، وكذلك الكد والكسب لطلب المال، هذا الكد والتعب منك، ولكن التوفيق ووضع البركة من الله عز وجل.

لا يقع في ملكه شيء إلا بعلمه وتقديره (وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير: 29] .

فهو ما قضاه وقدره، وكتبه في اللوح المحفوظ، فكل ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015