الكلام في الإيمان والكفر فمن قال: إن العبادة من الإيمان، وأنه يزيد وينقص ولا يكفِّر مؤمناً بذنب، ولا يقول أنه يخلد في النار فليس مرجئاً، ولو وافقهم في بقية مقالاتهم.

وأما المعتزلة فعمدتهم الكلام في الوعد والوعيد والقدر، فمن قال: القرآن ليس بمخلوق، وأثبت القدر ورؤية الله تعالى في القيامة، وأثبت صفاته الواردة في الكتاب والسنة، وأن صاحب الكبائر لا يخرج بذلك عن الإيمان فليس بمعتزلي، ولو وافقهم في سائر مقالاتهم.. -وساق بقية ذلك إلى أن قال - ... وأما الكلام فيما يوصف الله به فمشترك بين الفرق الخمس من مثبتٍ لها ونافٍ، فرأس النفاة المعتزلة والجهمية فقد بالغوا في ذلك حتى كادوا يعطِّلون، ورأس المثبتة مقاتل بن سليمان ومن تبعه من الرافضة والكُرَّامية فإنهم بالغوا في ذلك حتى شبهوا الله تعالى بخلقه تعالى الله سبحانه عن أقوالهم علوّاً كبيراً، ونظير هذا التباين قول الجهمية أن العبد لا قدرة له أصلاً، وقول القدرية أنه يخلق فعل نفسه. انتهى.

وقال القرطبي في شرح حديث "أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم ": هذا الشخص

..........................................................................

الذي يبغضه الله هو الذي يقصد بخصومته مدافعة الحق، وردِّه بالأوجه الفاسدة، والشُّبه الموهمة، وأشدُّ ذلك الخصومة في أصول الدين، كما يقع لأكثر المتكلِّمين المعرضين عن الطرق التي أرشد إليها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسلف أُمّته، إلى طرق مبتدعة، واصطلاحات مخترعة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015