عليه السلام أنه قال: " تمرق مارقة من المسلمين يقتلهم أولى الطائفتين بالحق " فكان عليٌّ وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال الذين هم أفضل الخلق كانوا في أهل الشام؟ هذا باطل قطعاً، وإن كان قد ورد في الشام وأهله فضائل معروفة، فقد جعل الله لكل شيء قدراً.

والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط فمن تكلم بغير علم دخل في قوله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} ، ومن يتكلم بقِسطٍ وعدلٍ دخل في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ} وقوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} .

والذين تكلموا باسم البدل فسَّروه بمعانٍ منها: أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً، ومنها أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ولا بأقل ولا بأكثر ولا بأهل بقعة من الأرض.

فالغرض أن هذه الأسماء تارة تفسر بمعانٍ باطلة مثل قولهم: إن الأبدال الأربعين رجال الغيب بجبل لبنان. انتهى ملخصاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015