السادسةُ والعشرون: قال بعض العلماء: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى من حيث لطف الله بالقذفة العصاة بهذا اللفظ، وقيل: أرجى آية في كتاب الله -عز وجل- قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا} [(47) سورة الأحزاب] وقد قال تعالى في آية أخرى: {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ} [(22) سورة الشورى] فشرح الفضل الكبير في هذه الآية، وبشر به المؤمنين في تلك، ومن آيات الرجاء قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} [(53) سورة الزمر] وقوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [(19) سورة الشورى] وقال بعضهم: أرجى آية في كتاب الله -عز وجل-: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [(5) سورة الضحى] وذلك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يرضى ببقاء أحد من أمته في النار.

السابعة والعشرون: قوله تعالى: {أَن يُؤْتُوا} [(22) سورة النور] أي لا يؤتوا فحذف {لا} كقول القائل:

فقلت يمين الله أبرح قاعدا. ذكره الزجاج، وعلى قول أبي عبيدة لا حاجة إلى إضمار {لا} {وَلْيَعْفُوا} من عفا الربع أي درس، فهو محو الذنب حتى يعفو كما يعفو أثر الربع.

يكفي بارك الله فيك. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015