حلله؛ قد طبق ما بين الشرق والغرب، وأذنت نباله الراشقة بالحرب؛ وكأن دون السماء سماء، وفوق الماء ماء؛ ولم يبق معهم إلى فريق مذهب، ولا لطريق مذهب؛ قد أخذ من كل جانب، وسال بالبحر لا بالمذانب.

في الرعد: وأما الرعد فقد صرخ، ونفخ في أذن السماء حتى انتفخ؛ ولم يظن سامعه إلا أن قد شققت، وأن السحاب قد مزقت؛ وأن الجبال قد دحيت، وأن صورة الوجود قد محيت؛ فترك القلوب واجفة، والأرض راجفة، والظنون لا تستبعد أن تتبعها الرادفة.

في البرق: والبرق قد نبض عرقه، ووضح بين جمة الليل السوداء فرقة؛ وعلقت منه سلاسل من ذهب، وأوقدت مجامر من لهب؛ ولم يظن إلا أن أشهب الصباح قد رقد في أدهم الليل، أو أن عمودا من فضة قد تحدر في صبب السيل.

في نزول المطر والبرد والثلج: وحجبت السماء السحب ثم أخذت في الانسكاب، وجاءت بأفواج المطر: بعضه قد جمد وبعضه قد ذاب؛ وأصبحت صبيحة ليلة والناس بين ماء وطين، وأنواع من ذائب طل ومفتر ثغور وسقيط ياسمين؛ وأصبحت الأرض كلها قارورة، وذيول الأنواء المرفوعة عليها مجرورة، والثلج قد زاد في برد رضابها، والبرق قد أرسل برد أنوائه إلى الآفاق بالرضى بها، والسحاب قد مد خيوطه، والمحل قد أماته الثلج وذر من الكافور حنوطه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015