وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان وَهُوَ الَّذِي يرى الْمُنكر فينكره بباطنه دون ظَاهره فَأخْبر ان إِيمَان الْبَاطِن دون الظَّاهِر إِيمَان ضَعِيف

وَوَصفه بالكمال فَقَالَ أكمل الْمُؤمنِينَ إِيمَانًا أحْسنهم خلقا والأخلاق تكون فِي الظَّاهِر وَالْبَاطِن فَمَا عَم الْجَمِيع وصف بالكمال وَمَا لم يعم الْجَمِيع وصف بالضعف

وَقَالَ بَعضهم زِيَادَة الْإِيمَان ونقصانه من جِهَة الصّفة لَا من جِهَة الْعين فَزِيَادَة الْإِيمَان من جِهَة الْجَوْدَة وَالْحسن وَالْقُوَّة ونقصانه من نقصانها لَا من جِهَة الْعين

وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كمل من الرِّجَال كثير وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا أَربع وَهن مَرْيَم وَفَاطِمَة وَخَدِيجَة وَعَائِشَة رَضِي الله عَنْهُن

وَلم يكن نُقْصَان سَائِر النِّسَاء من جِهَة أعيانهن وَلَكِن من جِهَة الصّفة ووصفهن أَيْضا بِنُقْصَان الْعقل وَالدّين وَفسّر نُقْصَان دينهن بتركهن الصَّلَاة وَالصِّيَام فِي الْحيض

وَالدّين الْإِسْلَام وَهُوَ وَالْإِيمَان وَاحِد عِنْد من لَا يرى الْعَمَل من الْإِيمَان وَسُئِلَ بعض الكبراء عَن الْإِيمَان فَقَالَ الْإِيمَان من الله لَا يزِيد وَلَا ينقص وَمن الْأَنْبِيَاء يزِيد وَلَا ينقص وَمن غَيرهم يزِيد وَينْقص

فَمَعْنَى قَوْله من الله لَا يزِيد وَلَا ينقص أَن الْإِيمَان صفة لله تَعَالَى وَهُوَ مَوْصُوف بِهِ قَالَ الله تَعَالَى {السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن} وصفات الله لَا تُوصَف بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان

وَيجوز ان يكون الْإِيمَان من الله جلّ وَعز هُوَ الَّذِي قسمه للْعَبد مِنْهُ فِي سَابق علمه لَا يزِيد وَقت ظُهُوره وَلَا ينقص عَمَّا علمه مِنْهُ وقسمه لَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015