المبحث الثاني: دواعي التصنيف في هذه الفترة الزمنية

إنّ موقع التصنيف والاشتغال به من أجل النهضة والعمران، والإحياء والتجديد، في المحل الذي لا يُجْهَل؛ ومن ثَمَّ فإنَّ الأمم والشعوب - وعلى مدار التاريخ الإنساني -، قد أَوْلَت هذا الجانب بالغ اهتمامها وعنايتها وتوجهها.

حيث إنَّ البناء والدفع والتميز الحضاري - في بعض أصوله ومعالمه - يرتبط بموقع التصنيف ونوعه وتطبيقاتها منها.

ومن نظر في دواعي التصنيف ومقاصده بعامة، يجد أنها في أصولها واحدة، ثم إنها تصطبغ بصبغة المصنَّفين الزمانية والمكانية والتخصصية بأبعادها النفسية والثقافية والتاريخية.

وقد ذكر الإمام ابن حزم الأندلسي – علي بن محمد (ت456هـ) – في كتابه: " التقريب لِحَدَّ المنطق" (?) دواعي التصنيف ومقاصده، وحصرها في رؤوس سبعة، جاء على بسطها ومَدَّ أطنابها العلامة ابن خلدون - عبد الرحمن بن محمد (ت 808هـ) - في " مقدمته" (?) ، فقال رحمه الله:

" إنَّ النَّاس حصروا مقاصد التأليف التي ينبغي اعتمادها وإلغاء ما سواها فعدوها سبعة:

أولها: استنباط العلم بموضوعه، وتقويم أبوابه وفصوله، وتتبع مسائله، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015