أثافٍ كالخدودِ لطمنَ حزناً ... ونؤيٌ مثلُ ما انفصمَ السوارُ

وقال ابن المعتز

عفى غيرَ سفعٍ ماثلاتٍ كأنها ... خدودُ عذارى مسهنَّ شحوبُ

وقال الطائي وزعم ابن طاهر أنه أحسن شيءٍ قيل في النؤي

والنؤيُ أهمدَ شطرهُ فكأنه ... تحتَ الحوادثِ حاجبٌ مقرونُ

وقال ابن المعتز نحوه

عفتْ وتخلتْ غيرَ شاماتِ دمنةٍ ... ونويٌ خفيُّ الخطِّ كالحاجبِ الفردِ

وقال جميل بن معمر

وآثارُ ولدانٍ ونؤيٌ كأنه ... شفى من هلالٍ للتقادمِ ماثلُ

باب 33 في

الطلل

ومما يتصل بذلك قول لبيدٍ وهو من أحسن التشبيه

وجلا السيولُ عن الطلولِ كأنها ... زبرٌ تجد متوتها أقلامها

يخبر أن الريح إذا عفت الطلل وسفت عليه وجاء المطر كشف الترابَ عنه فبانت الرسوم كما تبين الخطوط الدارسة في الكتب والزبر الكتب قال المرقش وبها سمى المرقش

الدارُ قفرٌ والرسومُ كما ... رقش في ظهرِ الأديمِ قلمْ

وقال ذو الرمة

أللأربعِ الدهمِ اللواتي كأنها ... بقياتُ وحيٍ في متونِ الصحائفِ

وقال طرفة

لخلوةَ أطلالٌ ببرقةِ ثهمدِ ... تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهرِ اليدِ

وقال زهير

ودارٌ لها بالرقمتينِ كأنها ... مراجيعُ وشمٍ في نواشرِ معصمِ

النواشر عروق باطن الذراعِ والوشم نقشٌ كانوا يستعملونه والوسمُ اسمهُ ولها أسماءٌ والرسمُ أثرُ الشيء وقال آخر

عرفتُ ديارَ الحيِّ خاليةً قفرا ... كأنَّ بها لما توهمتها سطرا

مراجيع وشمٍ بين كفٍ ومعصمٍ ... عفتهُ الليالي غيرَ أن له إثرا

وقال قيس بن الخطيم

أتعرفُ رسماً كالطرادِ المذاهبِ ... لعمرةَ وحشاً غيرَ موقفِ راكب

المذاهب جلود فيها خطوط مذهبة مطردة يتلو بعضها بعضاً واحدها مذهب ووحشاً أي قفرٌ ومنه قيل لصاحب الدواء توحش أي لا يدخلْ جوفك شيء. غير موقف راكب أي إلا أن يمر راكب فيقف والشعر في هذا الباب كثير جداً وكان أبو نواس يخالف مذاهب القدماء ويسلك غير مسلكهم في وصف بلى الرسم والبكاء على الطلل واستسقاء المطر كما قال النمر بن تولب

فواللهِ ما أسقي الديارَ لحبها ... ولكنما أسقيكَ حارِ بنَ تولبِ

وقال البحتري يرثي غلاماً

سقى اللهُ الجزيرة لا لشيءٍ ... سوى أن يرتوي ذاك القليبُ

وقال آخر

سقى جدثاً تضمنَ أمَّ عمرو ... بنخلةَ ما استهلَّ من الغمامِ

وما للأرضِ أستسقِي ولكن ... لأصداءٍ أقمنَ به وهامِ

وقال الطائي نحوه

قرى دارهم مني الدموعُ السوافك ... وإن عاد صبحي بعدهم وهو حالك

سقى ربعهم لا بل سقى منتواهم ... من الدهر أخلاف السحاب الحواشك

وقال أبو نواس في ما ذكرنا المنسرح

سقياً لغيرِ العلياءِ والسندِ ... وغيرِ أطلالِ ميَّ بالجردِ

ويا صبيبَ السحابِ إنْ كنتَ قدْ ... جدتَ اللوى مرةً فلا تعدِ

لا ستقينْ بلدةً إذا عدتِ ال ... بلدانُ كانت زيادةَ الكمدِ

إن أتحرزْ من الغرابِ بها ... يكنْ مفري منه إلى الصردِ

أحسنُ عندي من انكبابكَ بال ... فهرِ ملحاً به على وتدِ

وقوفُ ريحانةٍ على أذنٍ ... وسيرُ كأسٍ إلى فمٍ بيدِ

وقال أيضاً

لمن طللٌ يزدادُ حسنَ رسومِ ... على طولِ ما أقوتْ وطيبَ نسيمٍ

تجافى البلى عنهنَّ حتى كأنما ... لبسنَ من الإقواءِ ثوبَ نعيمِ

وقال البحتري على مذهب القدماء

أرى بينَ ملتفِّ الأراكِ منازلا ... مواثلَ لو كانت مهاها مواثلا

لقينا المغاني باللوى فكأنما ... لقينا الغواني اللابساتِ عواطلا

وقال الطائي

إن شئتَ ألا ترى صبراً لمصطبرِ ... فانظر على أي حالٍ أصبحَ الطللُ

كأنما جادَ مغناهُ فغيرهُ ... دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل

وقال ابن الرقي نحوه

ثنى شوقه والمرءُ يصحو ويسكرُ ... رسومٌ كأخلاقِ الصحائفِ دثرُ

حبستُ بها صحبي فظلت عراصهُ ... بدمعي وأنفاسي تراحُ وتطرُ

وقال معلى الطائي

لبسنَ البلى حتى كأنَّ رسومها ... طعمنَ الهوى أو ذقنَ هجرَ الحبائبِ

وقال محمد بن وهيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015