الفصل الثاني: منهج التربية الإسلامية

طبيعة ومفهوم منهج التربية الإسلامية:

الإسلام يشجع كل تطور نافع, ويساند كل تغير في شتى مجالات الحياة. وقد أخذ المسلمون من الثقافات الأجنبية التي دخلت المحيط الإسلامي في القرن الرابع الهجري ما يتفق وطابعهم، وظل طابع الإسلام قويا واضحا في مختلف المجالات. ويمكننا القول: إن مناهج التربية الإسلامية ليست مناهج "مفصلة, وإنما هي أطر عامة ومفاهيم شاملة لأمر الحياة الدنيا والحياة الآخرة, وهي مناهج تستهدف بناء مفاهيم الإنسان عن هاتين الحياتين بمنهج عقلاني تماما يدفع هذا الإنسان إلى النقاش والاستفهام والاجتهاد في كل أمور الحياة الدنيا، كما يدفعه إلى ملاحظة الكون الطبيعي وانسجامه ودقة صنعه"1.

وقد وضع الإسلام للتربية منهجا فكريا مغايرا لمناهج الأمم الأخرى وعقائدها، كما أنه أقام "منهج المعرفة الإسلامي على أساس عقلي وروحي معا, فجعل للعقل منطلقه في مجال العلوم والمحسوسات، وجعل للروح منطلقها في مجال الغيبيات وما وراء الطبيعة"2. وفي ظل هذا الأساس العقلي والروحي سار العالم في ظلال العقيدة دون فصل بين الدين والعلم كما هو حادث في العالم الغربي.

فالمنهج الإسلامي هو الطريق البيِّن السوي, الذي رسمه القرآن الكريم للمسلم؛ كي يتبع مبادئ وتعاليم الإسلام, ويتمسك بأحكامه من أجل سعادته في الدنيا والآخرة. إن هذا المنهج الرباني يشمل كل أمور الحياة, ووظيفته إعداد الإنسان لحياة أفضل، وهذا الإعداد لا يقتصر على العبادات الدينية، بل إن كل عمل يتوجه به الفرد إلى الله عبادة, ويمكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015