والحياة كذلك مخلوقه. قال جل ثناؤه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} 1 والحياة في هذه الدنيا مقدمة للحياة الأخرى، والحياة فيها توازن بين الدنيا والآخرة، والمسلم الحق حريص على إقامة التوازن بين زينة الدنيا ونعيم الآخرة، والتصور الإسلامي بوجه عام "تصور رباني، جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته, وتلقاه الإنسان كاملًا بخصائصه هذه ومقوماته؛ ليتكيف هو به وليطبق مقتضياته في حياته"2. ويمتاز التصور الإسلامي بالأفكار الواضحة التي بنى عليها نظام حياة المسلم وملاءمتها للفطرة العقلية والوجدانية والنفسية فاعتنقها؛ لأنها تضبط وتنظم كافة سلوكه وتصرفاته والمسلم مرتبط بالله وحده وبإخلاص العبادة له.

وفحوى القول أن الدين الإسلامي يمتاز بمبادئ سامية وقيم رفيعة تجعله ركيزة قوية لتربية الأفراد وتنظيم المجتمعات، والتربية هي وسيلة الإنسان لتحقيق أهداف الخالق.

3- دور التربية في تطوير وتنمية الفرد والمجتمع:

تعقد الدول المتقدمة الآمال على التربية والتعليم في تحقيق التقدم وتطوير وتنمية الفرد والمجتمع. والتربية ضرورة دينية لتقوية الإيمان بالخالق، وهي أيضًا ضرورة دنيوية تساعد الإنسان في تعمير الكون وتسخير قوى الطبيعة من أجل خير البشر. ولا بد للمسلم من أن يتسلح بالعلم ويسعي إلى الاستزادة منه في مختلف المجالات حتى يستطيع أن ينهض بمسئولياته نحو نفسه ونحو مجتمعه الذي يعيش فيه.

وفي هذا العصر الذي يزخر بالمعرفة وتتلاحق فيه التغييرات السريعة في شتى المجالات تبرز أهمية التربية. وتزداد أهميتها نظرًا للانفجار السكاني الهائل والإقبال المتزايد على التعليم والصراع بين الأيديولوجيات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015