قال: يا أبا رزين، أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر مخلياً به؟ قلت: بلى.

قال: فالله أعظم إنما هو خلق من خلق الله يعني القمر فالله أجل وأعظم» .

[فصل] قوله: إلا رداء الكبرياء على وجهه.

الرداء به هنا مستعار كني به عن كبريائه وعظمته يبينه الحديث الآخر: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري يريد بذلك صفتي فقوله: رداء الكبرياء يريد صفة الكبرياء فهو بكبريائه وعظمته لا يريد أن يراه أحد من خلقه بعد رؤية القيامة حتى يأذن لهم بدخول جنة عدن فإذا دخلوها أراد أن يروه فيروه وهم في جنة عدن قال معناه: البهيقي وغيره.

وليست العظمة والكبرياء من جنس الثياب المحسوسة، وإنما هي توسعات ووجه المناسبة أن الرداء والإزار، لما كانا ملازمين للإنسان مخصوصين به، ولا يشاركه فيهما غيره عبر عن عظمته وكبريائه بهما لأنهما مما لا يجوز مشاركة الله تعالى فيهما ألا ترى آخر الحديث فمن نازعني واحداً منهما قصمته ثم قذفته في النار.

باب منه وفي سلام الله تعالى عليهم

روى محمد بن المنكدر «عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أهل الجنة في نعيمهم إذا سطع لهم نور من فوقهم فإذا الرب سبحانه قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015