قال الحسن: تنضجهم النار في اليوم سبعين ألف مرة، والعصاة بخلاف هؤلاء فيعذبون وبعد ذلك يموتون.

وقد تختلف أيضاًأحوالهم في طول التعذيب بحسب جرائمهم وآثامهم.

وقد قيل إنه يجوز أن يكونوا متألمين حالة موتهم، غير أن آلام المؤمنين تكون أخف من آلام الكفار، لأن آلام المعذبين وهم موتى أخف من عذابهم وهم أحياء، دليله قوله تعالى: {وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} فأخبر أن عذابهم إذا بعثوا أشد من عذابهم وهم موتى.

ومثله ما جاء في حديث البراء من قول الكافر: رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة، رب لا تقم الساعة.

يرى أن ما يخلص له من عذاب الآخرة أشد مما هو فيه، وقد يكون ما جاء في الخطباء هو عذابهم في القبور، في أعضاء مخصوصة كغيرهم، كما جاء في حديث سمرة الطويل على ما تقدم.

إلا أن قوله في حديث أسامة بن زيد يوم القيامة يدل على غير ذلك.

وقد يحتمل أن يجمع لهم الأمران لعظم ما ارتكبوه من مخالفة قولهم فعلهم، ونعوذ بالله من ذلك.

باب ما جاء في طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم

قال الله تعالى: {فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار} وقال {سرابيلهم من قطران} وقال: {إن شجرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015