الجنة والنار يسألون عن فضول أموال كانت بأيديهم» .

ولا تعارض بين هذا وبين حديث البخاري، فإن الحديثين مختلفا المعنى لاختلاف أحوال الناس، وكذلك لا تعارض بين قوله عليه السلام «لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة» وبين قول عبد الله بن سلام إن الملائكة تدلهم على

طريق الجنة يميناً وشمالاً، فإن هذا يكون فيمن لم يحبس على قنطرة ولم يدخل النار فيخرج منها فيطرح على باب الجنة.

وقد يحتمل أن يكون ذلك في الجميع، فإذا وصلت بهم الملائكة إلى باب الجنة كان كل أحد منهم أعرف بمنزلة في الجنة وموضعه فيها منه بمنزله كان في الدنيا والله أعلم وهو معنى قوله {ويدخلهم الجنة عرفها لهم} قال أكثر أهل التفسير: إذا دخل أهل الجنة الجنة يقال لهم تفرقوا إلى منازلكم فهم أعرف بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم.

وقيل: إن هذا التعريف إلى المنازيل بدليل، وهو أن الملك الموكل بعمل العبد يمشي بين يديه وحديث أبي سعيد الخدري يرده والله أعلم.

باب من دخل النار من الموحدين مات واحترق ثم يخرجون بالشفاعة

مسلم «عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن ناساً أصابتهم النار بذنوبهم أو قال بخطاياهم فأماتهم الله إماتة حتى إذا كانوا فحماً أذن لهم في الشفاعة فيجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل يا أهل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015